شهداء الصحافة الفلسطينية

من قلم غسان كنفاني إلى عين ياسر مرتجى

هشام زيادة

منذ أن أعلن عن إستشهاد المصور الصحفي ياسر مرتجى، وكتابات غسان كنفاني تدفعني نحو “مقالي الأول” هذا، والذي أخص به زملاء المهنة الشهداء، واقترب عددهم من (100 شهيد وشهيدة) في العقود الخمسة الأخيرة من صراعنا مع الإحتلال الإسرائيلي.

ما بين غسان وياسر؛ قدمت الصحافة الفلسطينية عشرات الشهداء على مر الأزمان والأجيال، تغيرت السياسة والصحافة لم تتغير، بقيت محافِظة على نقل حقيقة الشعب الأعزل والذي يطلب حريته صباح مساء، وبقي الإحتلال يطارد قلم وعين الحقيقة ظناً منه بوقفها يوماً ما، ولكن إرادة الصحافة أبقى بشهادة الأجيال.

من أمر بتفجير سيارة غسان كنفاني عام 1972، هو نفسه من أمر بتفجير امعاء ياسر مرتجى عام 2018، ولكن تستمر المعركة التي تحدث عنها كنفاني منذ اكثر من 50 عاماً، “إن الإعلام معركة، و هي بالنسبة للفلسطينيين؛ على الأقل مسألة حياة أو موت”، وعلى هذا الدرب قضى الزملاء الشهداء (وائل زعيتر، كمال عدوان، كمال بطرس ناصر، محمود المصري، ابو شعبان، هاني جوهرية، عز الدين القلق، سعيد حمامي، إبراهيم ناصر، عبد الحافظ الأسمر، عثمان عثمان، ماجد أبو شرار، عبد الوهاب الكيالي، علي فودة، محمد عزام، ابو حسني، صبحي علوان، بهاء الدين منصور، سناء عبد الله، سليم العيساوي، ناجي العلي، محمد البيشاوي، نزيه دروزة، محمد أبو حليمة، عصام التلاوي، حسن شقورة، فضل شناعة، عمر سيلاوي، باسل فرج، ايهاب الوحيدي، علاء مرتجى، حسام سلامة، محمود الكومي، محمد ابو عيشة، حامد شهاب، نجلاء الحاج، خالد حمد، عبد الرحمن ابو هين، بهاء الغريب، عزت ضهير، عاهد زقوت، سامح العريان، رامي ريان، محمد الديري، محمد ضاهر، عبد الله فحجان، شادي عياد، حمادة مقاط، علي ابو عفش، عبد الله مرتجى…) ومثلهم أكثر من شهداء المهنة والواجب، والآف المصابين والمعتقلين.

الصحافة الفلسطينية هي الحارسة، الواصلة، الفاصلة والعاكسة للمشهد الفلسطيني بأبعاده الواقعية والمنظورة، لا تشبه أبداً وربما لا تتقاطع مع الصحافة العربية والغربية؛ عندما يكون الحدث بشأن تقرير مصير الشعوب، فلا هوادة ولا وساطة سوى تبني الحقيقة والدفاع عنها مهما كلف الثمن، هي ذاتها من كانت الشاهدة الماجدة العلية القوية، بإظهار معارك بيروت وحصار جنين ونابلس وحروب غزة الثلاثة التي لم تنتهِ بعد، وإعتقال القدس الأبدي.. وفي كل تلك المعارك قدمت الصحافة الفلسطينية من كانوا الأفضل والأقرب إلى الحقيقة الثابتة بأسمائهم.

رحل غسان وحلمه السفر الى فلسطين، رحل ياسر وحلمه السفر من وإلى فلسطين، ولكن رحلا ومن معهما من الزملاء الشهداء، جامعين آخر الصور والكلمات، لكتابة الخبر قبل الأخير عن مشهد معركة التحرير؛ والذي لم يكتمل يوما قبل أن يتحقق حلم ياسر بالسفر وضحكته تعلو من فوق سماء غزة وفلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى