غزة/ وحدة الإعلام:
أكد إعلاميون ومختصون على ضرورة تشكيل لجنة إعلامية موسعة تضم “الصحة والداخلية والجهات الإعلامية” لوضع خطة إعلامية تضبط الأداء الإعلامي الخاص بمواجهة فايروس “كورونا”، مشددين على ضرورة عدم إخفاء أي معلومات وإصدار معلومات حقيقية ودقيقة، مطالبين بعدم نشر أسماء وصور المرضى في حال الإصابة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمقره في مدينة غزة، اليوم الثلاثاء 3 مارس 2020 حول دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة فايروس كورونا، أدارتها الصحفية شيماء مرزوق، واستهلها رئيس مجلس إدارة المنتدى د. خضر الجمالي مرحباً بالمشاركين، مشيراً إلى ضرورة تضافر الجهود الوطنية وتحمل المسؤولية في مواجهة خطر “كورونا”.
وشارك في الورشة؛ مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة الدكتور مجدي ضهير، والناطق باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة، والصحفي فتحي صباح مدير معهد الاتصال والتنمية، ورئيس تحرير وكالة “صفا” الاخبارية ياسر أبو هين، ولفيف من الصحفيين العاملين في وسائل إعلامية مختلفة.
وتحدث في بداية الورشة، د. ضهير عن جهود وزارة الصحة في متابعة الوافدين لقطاع غزة عبر معبر رفح، مؤكداً أن الوزارة تتابع مستجدات انتشار الفيروس بالتواصل مع منظمة الصحة العالمية، وتتبع وتنفذ كل التوصيات الصادرة عنها لمكافحة الفيروس.
محاربة الفيروس
بدوره، أكد صباح أن للإعلام دور مركزي في محاربة فيروس “كورونا” والتوعية حول طرق الوقاية منه، لافتًا إلى أن ذلك يتطلب تشكيل لجنة إعلامية تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة.
ونبًّه في كلمة خلال الورشة، إلى أن المطلوب من الصحة معلومات حقيقية وعدم إخفاء أي معلومة تهم الجمهور والصحفيين، موصيًا بضرورة عدم نشر أسماء المصابين أو صورهم في الإعلام، حفاظًا على خصوصيتهم.
كما شدد على ضرورة التحقق من المعلومات ومصادرها قبل النشر، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن ترويج الشائعات خاصة أن الجمهور قد يصدقها في حال غياب المعلومة الحقيقية.
وأوصى صبَّاح الصحفيين الفلسطينيين، بمساعدة المواطن والصحة بنشر المعلومة الصحيحة والدقيقة والمساهمة في نشر إجراءات الوقاية من المرض.
من جهته، ذكر أبو هين أن ظهور وانتشار “كورونا” شكل مفاجأة للصحفيين، رغم أنه لم يصبح حتى الآن حدثًا ميدانيًا لأنه لم يصل بعد الأراضي الفلسطينية. واقترح أبو هين في كلمة له خلال الورشة، الشروع في ورشة عمل تدريبية للصحفيين حول كيفية التعامل مع مكافحة المرض من ناحية إعلامية.
وتطرق خلال حديثه إلى بعض الأصوات التي وصفتها بـ”الغير مسؤولة”، والتي ادعت أن حالة الانقسام ستدخل في موضوع مواجهة المرض، لكن وزارة الصحة في رام الله قطعت الطريق على ذلك، وجاء وفد منها وعقد مؤتمرًا صحفيًا بغزة، أول من أمس، بالشراكة مع وزارة الصحة.
وتابع: “نحن بحاجة إلى لجنة إعلامية أو خلية أزمة عليا مكونة من الصحفيين وجهات رسمية ذات اختصاص على أن تكون هذه اللجنة هي بوابة الأخبار حول (كورونا) للصحفيين”.
وأوصى أبو هين بالابتعاد عن نشر الاشاعات خاصة أن البيئة الفلسطينية خصبة ومهيأة لذلك، مع ضرورة تفعيل البرامج الصحية في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، ونشر إجراءات الوقاية والسلامة من الفيروس. كما أوصى بعدم التهوين أو التهويل في نشر الأخبار المرتبطة بـ”كورونا”، والتعامل بشفافية وموضوعية، والتحلي بالمهنية بالمسؤولية الاجتماعية.
صمام أمام
وعدَّ د. القدرة أن الإعلام الفلسطيني صمام أمان للمجتمع، مشيرًا إلى أهمية تفهم هذا منطقيًا لإجراءات الوزارة الهادفة لمنع وصول المرض وتفشيه، مؤكدًا أهمية دور الإعلام في مساندة الوزارة وتتبع الإجراءات والإعلانات الصادرة عنها، وسرد الفصول التوعوية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة خلال الورشة، إن “الإعلام محور أساسي في الإجراءات الوطنية التي من المفترض أن تتخذ في سياق حماية المجتمع من هذا الخطر الكبير”.
وأشار إلى وجود لجنة مهنية للإعلام المتخصص، المقروء والمسموع والمرئي، وهي مساند حقيقي لوزارة الصحة، على غرار اللجنة الحكومية التي تتولى مهمة مكافحة “كورونا”.
من ناحيته، أيد مدير المنتدى محمد ياسين، تطبيق الإجراءات الإعلامية كاملة في التعامل مع فيروس “كورونا”، مبديًا استعداد منتدى الإعلاميين لعقد شراكة حقيقية مع وزارة الصحة والمؤسسات المختلفة من أجل نشر الوعي والثقافة في المجتمع.
وأوصت الورشة بضرورة تعيين أكثر من ناطق إعلامي للحديث حول قضية “كورونا”، والحديث بثقة مع الجمهور، إضافة للتحقق من المعلومات من مصادرها الرسمية ومواجهة الشائعات ومنع تروجيها وانتشارها عبر الرواية الرسمية الصادقة، وتنظيم دورة تدريبية أو ورشة عمل للصحفيين في كيفية تغطية هذه الظواهر، وكذلك تفعيل البرامج الصحة في وسائل الاعلام واستضافة المختصين بالشأن الصحي.
كما أوصت بضرورة نشر التعليمات والإجراءات الخاصة بالسلامة والوقاية من المرض، واطلاع المواطنين على خطة وزارة الصحة ودعم الصحفيين لها، والاطلاع على خبرات وتجارب الدول المحيطة في التعامل مع المرض، والحفاظ على المهنية والمسؤولية الاجتماعية في التعامل مع القضية.