رام الله- خاص قُدس الإخبارية: طالب صحفيون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، بإجراء انتخابات داخل نقابة الصحفيين، عقب توقفهما لأكثر منذ 9 سنوات.
وقال صحفيون في بيانهم إنهم يطالبون النقابة بإجراء انتخابات، علماً أنه لم تعقد أي انتخابات لها منذ سنوات، ويتعرض الكثير من الصحفيين لانتهاكات دون أن يجدوا تحركاً جدياً من النقابة، بحجج مختلفة، أبرزها العضوية.
وأشار البيان، إلى أنه في ظل أجواء المصالحة الداخلية ومساعي الذهاب إلى انتخابات ديمقراطية عامّة، وبينما تزداد عزلة الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تهرول فيه دول عربية للتطبيع مع الاحتلال، بات التجديد أمراً حتمياً في النقابة أيضاً التي تخضع بحسب قوانينها إلى أسس ديمقراطية.
واعتبر البيان أن إجراء انتخابات في نقابة الصحافيين الفلسطينيين في هذه المرحلة يُعد حجر أساس في المشهد الذي يخيم على الوطن كله، لأن الإعلاميين هم صوت هذا الشعب ووحدتهم أساس وحدته، ومن شأنها توحيد صفوف الصحافيين تحت راية واحدة وهدف وصوت واحد مُقاوم ومناهض لكل ما يحاول تفتيت هذا الشعب.
صحافيون: ندعم نقابة تحمل قضايانا
واستعرض صحفيون في حديثهم لـ”قدس الإخبارية“، ضرورة إجراء انتخابات لتجديد الروح في النقابة التي هي بالأساس جسم يمثل كل صحفي، ويدافع عن قضاياه، بما فيها تعرضه للانتهاك من قبل الاحتلال أو السلطات الأمنية.
وقال الصحفي سامي الساعي إن النقابة كان موقفها سلبيًا عند تعرضه للاعتقال، حين أخبره الأمن أن نقابته تجاهلت قضيته، وأنكرته، وحين تعرض لحملة تشهير بحقه وأسرته وعمله، لم تكن النقابة حاضرة ولم تتواصل مع عائلته ولو لمرة واحدة.
وأضاف في حديثه لـ”قدس”: “الأصعب في الأمر هو أن النقابة تبنت رواية الأمن خلال اعتقالي بدون انتداب محامٍ أو متابعة قضيتي، وادعت أنني معترف ومتورط بقضايا لا علاقة لها بالعمل الصحفي، وهذا لم يكن صحيحًا أبدًا”، متابعًا: “تكرر الأمر خلال تعرض زملاء آخرين للانتهاكات والاعتقالات، ولم تبادر النقابة إلى استنكار الأمر والدفاع عنّا”.
وأكد الساعي أن النقابة لها شرعية وقيمة واحترام، وهي ممثلة الصحفيين كافة، ونرفض الإساءة إليها أو النيل منها، وندعم إجراء انتخابات فيها، تدعم التجديد وحمل قضايا الصحفيين بشكل أكبر.
من جهته، قال الصحفي إياد حمد، إن النقابة ملزمة بتجديد شرعيتها عبر الانتخابات، لأن النقيب الحالي جاء لتسيير أعمالها بعد رحيل النقيب المنتخب النجار، ومن غير المعقول أن يستمر الوضع كما هو لسنوات بدون انتخابات.
وأوضح في حديثه لـ”قدس”: أن النقابة لا تقوم بدورها تجاه الصحفيين الفلسطينيين، وهناك تهرب من استحقاق الانتخابات، يبقى هذا الجسم “هزيلًا ولا يدعم أبناءه”، بالرغم من أن بقية النقابات كالمهندسين والصيادلة تجري انتخابات دورية بدون التذرع بالانقسام والتأجيل وغيره.
وأشار حمد إلى أن الصحفي يقدم أدوارًا مهمة اليوم، وهو بحاجة لجسم قوي يمنع الاعتقالات والانتهاكات ويدعم القضايا الوحدوية، بالمقابل يسمح الجسم الصحفي القوي لمحاسبة المخطئين من الصحفيين في حال تمادوا خارج إطارهم المهني.
ولفت إلى أن حالة الطوارئ ربما تتسبب بتعطيل العملية الانتخابية، لكن يجب التوافق بين الكتل والأجسام وتدقيق العضويات وتهيئة الأجواء للدفع نحو انتخابات جديدة على بُعد أشهر قريبة على الأكثر.
أمّا الصحفية مجدولين حسونة، فاعتبرت أن إجراء الانتخابات أمر مُلح، بسبب الانتهاكات المتتالية التي تحدث بحق الصحافيين في الآونة الأخيرة من قبل الاحتلال والسلطة، ودون وجود غطاء نقابي يحميهم. فالنقابة كما حدث مع الكثير من الزملاء لا تهتم بقضايا الصحافيين على التساوي، وهذا الأمر بات مزعجًا للجميع، وقضية عبد الرحمن الظاهر خير دليل.
وأضافت في حديثها لـ”قدس”، أن الانتخابات ستكون حدثًا فارقًا، لأن الجسم الصحفي بحاجة لنقابة تحميه وتشركه بكل الفاعليات، لذا فمطالبنا واضحة ووحدوية، ومن المتوقع أن تدعم النقابة إجراءها وإشراك الجميع بها.
النقابة تردّ
من جهته، قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال، إن الانتخابات والتجديد الديمقراطي في نقابة الصحفيين حق أساسي للصحفيين، والأمانة العامة الحالية تدرك ذلك وتسعى له منذ سنوات، وما كان يعيق هو اعتبارات لها علاقة بحالة الانقسام التي طالت للأسف الجسم الصحفي.
وأضاف في حديثه لـ”قدس”، أنه في ظل الأجواء الحالية وأمل إنجاز الوحدة والانتخابات العامة، فان انتخابات النقابة اصبحت ممكنة وواقعية أكثر من أي وقت مضى.
وتابع بالقول: “نحن مع أي صوت يطالب بإجراء الانتخابات فورًا، والأمانة العامة للنقابة جاهزة، لذلك بل هي أول من يطالب بذلك، ويتطلب ذلك بدء الحوار مع الكتل الصحفية”.
وقال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين تحسين الأسطل لـ”قدس”، إن النقابة تسعى بالفعل لعقد انتخابات بعد توقفها، وبدأت بالتجهيز لها قبل عام، لكنها أجلت لعدم التوافق ثم بسبب انتشار جائحة كورونا، ولا مانع من التوافق لبدء انتخابات تتوافق مع مطالب الصحفيين اليوم.