كشف أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب عن رفض حركة “حماس” عرضًا قدّمته الحكومة البريطانية للحركة للقاء صهر الرئيس الأمريكي ومبعوثه لعملية التسوية في الشرق الأوسط جاريد كوشنير.
وأضاف الرجوب، خلال لقاء مع الصحفيين نظّمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ظهر الأربعاء وتابعته وكالة “صفا”، أنّ “حماس” رفضت العرض البريطاني وطرقت باب الرئيس محمود عباس بعدما رفضوا الإغراءات وتصرّفوا بوطنية تجعلنا نثق بهم بشكل أكبر.
وشدّد الرجوب على أنّ الشراكة بين “فتح” و”حماس” قرار استراتيجي لا عودة عنه، مؤكّدًا على أنّ اللقاءات تحظى بدعم وإسناد كامل من الرئيس عباس، وأنّ القرار لن يتأثر بأي تحولات إقليمية أو دولية بما فيها الضغوطات الأمريكية.
وقال إنّ الحوار بُني على خمسة أسس هي “أن يكون الحوار فلسطينيًا فلسطينيًا، وأن يرتكز الحوار على اسس سياسية ونضالية وتنظيمية، وأن يكون هناك مقاربة ما بين إنهاء الانقسام وبناء الشراكة، وأن يكون الحوار والتوافق الطريق لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة المستقبلية ويجب أن تكون شراكة ميدانية لمواجهة الاحتلال، وتجنّب الصحفيين ومنع التسريب لوسائل الإعلام وعدم إدارة حواراتنا عبر الإعلام”.
وبيّن أن الخطوات العملية للمصالحة تبدأ بإصدار مرسوم الانتخابات، حيث سيتلوها فورًا حوارًا وطنيًّا ثنائيا شاملاً على رؤوس الأشهاد، وسيتم بعد ذلك البدء بلجنة وطنية للدراسة والتقييم على أسس وطنية؛ “لحل كل المشاكل الموجودة التي هي استحقاقات وطنية لشعبنا.
وأكّد أنّ حركته استندت خلال لقاءاتها مع حركة حماس على عدة مرتكزات أهمها التحديات التي تواجه قضيتنا وصفقة القرن ومخططات الضم مرورًا بالتطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الرجوب إن شعبنا يتعرض لحصار اقتصادي بتعليمات من الإدارة الأمريكية، مشدّدًا على ضرورة بناء شراكة من خلال احترامنا وتقديرنا لهذا المواطن الذي على مدار أكثر من قرن واجه الصدام وأساس الصمود في مشروعنا وقضيتنا.
وذكر أنّه تمّ التوافق على ضرورة الاتفاق على منهجية تضفي الصبغة الوطنية على الحوار، مع توفر منهجية للتعامل مع الإقليم، مؤكدًا أنّ إطلالة المتحاورين على وسائل الإعلام هي رسالة لكل العالم أننا قادرون على أن تطوير رؤية مشتركة لوحدنا.
ولفت إلى أنّ “بيان حركتي حماس وفتح أسس لوحدة الموقف فلسطيني حول منظمة التحرير ممثلاً شرعيًّا لشعبنا، والدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وحل مشكلة اللاجئين، وموضوع المقاومة بكل اشكالها كحق مكتسب لنا في الشرعية الدولية، ونرى في المقاومة الشعبية في هذه المرحلة الخيار الأمثل”.
وفيما يخص تفاهمات إسطنبول، أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لحركة “فتح” أنّه تمخّض عنها 6 نقاط وهي، بناء شراكة من خلال انتخابات بالمثيل النسبي، وبناء مقاومة شعبية موحدة، ودعوة الأمناء العامين للفصائل لجلسة ووضعهم بصورة التطورات، والبدء بحوار وطني شامل، والاستمرار بحوار ثنائي للتوافق على مكونات النظام السياسي الفلسطيني بالمستقبل، ودعوة الرئيس محمود عباس لمساعدة الطرفين الاستمرار بهذه المنهجية”.
وشدّد على أنّ الاستمرار في بناء الشراكة وإنهاء الانقسام هو خيار استراتيجي وطني لا يتأثر ولا يخضع لأي تحولات هنا أو هناك، مؤكدًا التزام حركته بمخرجات المؤتمر الأمناء العامين وتفاهمات اسطنبول، لأن قيادة الحركتين وكل الفصائل وافقوا وباركوا هذا الاتفاق”.
وأضاف “سنواصل حوارنا المسؤول لتجاوز موضوع المراسيم الرئاسية بتحديد جداول زمنية؛ نحن في أدائنا واستراتيجيتنا عملية بناء الشراكة لا تأتي على أساس أوسلو أو غيره”.
وفي معرض ردّه على سؤال إمكانية مشاركة حركته بقائمة مشتركة مع حركة “حماس”، أكّد الرجوب أنّ ذلك لن يكون على حساب الناخب أو العملية الديمقراطية “بل نتاج نقاش وحوار، ونحن في فتح مستعدون بعد إصدار المراسيم أن نناقش ذلك مع الكل الوطني”.
وأضاف “نحن مستعدون لخوض عملية ديمقراطية من خلال صندوق الاقتراع، والموضوع بحاجة لإرادة وطنية وحل وطني شامل يؤسس لمبدأ المساواة والشراكة”.
واعتبر الرجوب إجراءات السلطة العقابية ضد قطاع غزة بأنّها نتاج للانقسام الفلسطيني، مؤكّدًا أن السلطة لن تتخلى عن المحافظات الجنوبية.
كما أكّد التزام عزام الأحمد بقرار اللجنة المركزية لحركة فتح، مضيفًا “حين طرحت نقاشات اسطنبول كان الأحمد من أكثر المتحمسين للمصادقة عليها بالإجماع”.
وذكر أنّ العائق الوحيد الذي يمنعه عن زيارة القطاع هو وباء كورونا، مؤكدًا أنه سيزور غزة في أقرب فرصةٍ له.