غزة/ وحدة الإعلام:
دعا إعلاميون ومختصون، وسائل الإعلام المحلية والدولية لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مستحضرين حالة الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ ثلاثة شهور، داعين المجتمع الدولي لضرورة التحرك لنجدة الأسرى الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال ورشة عمل إلكترونية نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عبر البث المباشر على الفيسبوك، وتحدث خلالها د. وائل المناعمة أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية وصابر أبو كرش مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الأسرى والكاتب الصحفي محمد القيق الذي خاض إضراباً مفتوحاً عن الطعام لنحو 90 يوم في وقت سابق، وأدار الورشة الصحفي محمد ياسين مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين.
وضع الأسرى
وتحدث صابر أبو كرش مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الأسرى عن الاعتقال الإداري الذي يتم تجديده حسب المزاج الإسرائيلي، وقال: “عندما قرر ماهر الأخرس الإضراب عن الطعام لم يكن من باب المغامرة بحياته وتعريضها للخطر بل محاولة لمخاطبة الضمير الإنساني والمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان والصليب الأحمر برسالة عاجلة مفادها أنه من حقه أن يكون بين أهله وأولاده”.
وأوضح أن الأسير ماهر الأخرس دخل شهره الرابع في الإضراب عن الطعام، وتابع قوله: ” الجديد في وضع الأسير الأخرس قرار نقله بشكل مفاجئ إلى مشفى الرملة، وهذا له دلالات خطيرة، أولها: أن الوضع الصحي للأسير الأخرس دخل مرحلة الخطر، وأنهم يريدون إبعاده عن المساحة الإعلامية التي ينالها، بحيث يكون معزولاً”، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير ماهر الأخرس، منتقداً تقصير منظمة الصليب الأحمر الدولي تجاه قضية الأسير الأخرس.
وأضاف أبو كرش أن المطلوب لنصرة الأسرى كبير على عدة مستويات، وأولها المستوى المحلي وتحديداً من المجتمع الإعلامي، فالإعلام الفلسطيني لا يتعاطى مع قضية ماهر الأخرس بالشكل المطلوب، ويتم التعامل معها كخبر اعتيادي دون تسليط الضوء عليها، والأصل أن يكون الخبر الأول في وسائل الإعلام الفلسطيني”، متسائلاً عن دور السفارات الفلسطينية ووفودها الإعلامية تجاه نصرة الأسير الفلسطيني.
رأس حربة
بدوره، أكد الكاتب الصحفي محمد القيق أهمية دور الإعلام في إسناد ودعم صمود الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن الإعلام الفلسطيني سجل انتصاراً مهنياً في أكثر من محطة في الساحة الفلسطينية، “ولعل أبرزها الحرب على غزة عام 2014 ومعركة البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى، إذ كان للإعلام دورا بارزا في ذلك”، مضيفاً أن الإعلام يستطيع إيصال صوت الأسير ماهر الأخرس لكل الأرجاء، منتقداً بذات الوقت قصور التفاعل مع قضية الأسير الأخرس في وسائل الإعلام المحلية بالضفة الغربية.
وتابع قوله: “منذ إضراب ماهر الأخرس في الضفة الغربية لم يتم التوسع في الإذاعات المحلية في قضيته”، مبيناً أن ضعف الحراك المساند للأسرى يدفع الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة انتهاكاته بحقهم، مضيفاً أن “أسرى المؤبدات هم رأس حربة الشعب الفلسطيني، لذا يقفون وقفة رجل واحد لنصرة الأسرى المضربين عن الطعام”، مشيراً إلى تقاعس السفارات الفلسطينية عن أداء دورها لنصرة الأسرى.
قضية إنسانية
من جانبه، قال د. وائل المناعمة أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية “نتحدث عن أعدل قضية وطنية تمس كل بيت فلسطيني، ونحن نتحدث عن أسرة ممتدة وليس فقط عن أسير، فمعاناة أهل الأسير لا تقل عن معاناته”، مشيراً إلى استخفاف الاحتلال الإسرائيلي بكل القوانين الدولية التي تتعلق بمعاملة الأسرى، مستحضراً في هذا السياق تجربته الشخصية خلال فترة اعتقاله لدى الاحتلال سابقاً.
وأشار إلى تفاوت أداء الإعلام الفلسطيني في التعامل مع قضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومضى يقول: “هناك تغطية في وسائل الإعلام بقطاع غزة إلى حد ما جيدة، وفي الضفة بحدود معينة”، مشدداً على ضرورة بذل المزيد من الجهود لنصرة قضية الأسرى في مختلف المحافل الدولية، مستحضراً تجربة الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بالجندي الأسير السابق جلعاد شاليط.
ودعا د. المناعمة إلى ضرورة تنويع الأشكال الإعلامية في تفعيل قضية الأسرى، وفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، لاسيما ما يتعلق بالاعتقال الإداري الذي يأتي بدون محاكمة وبدون تهمة وفقط على ذمة الأمن الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة وجود حراك سياسي ودبلوماسي داعم لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.