غزة/ وحدة الإعلام:
أكد متحدثون وصحفيون، أن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي تزايدت بحق الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية متخذة أشكال عدة، منها: القتل المتعمد، والاعتقال، وقصف المقرات، إضافة إلى منع حرية تنقل المراسلين وغيرها من الاعتداءات التي ترتقي إلى جرائم الحرب.
ودعوا عبر ندوة حوارية نظمتها لجنة دعم الصحفيين على شرف اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين عبر برنامج زووم بعنوان (معاً لتوفير بيئة آمنة للصحفيين.. معاً لحماية الصحفيين من اعتداءات الاحتلال) إلى توحيد الجسم الصحفي الفلسطيني، من أجل الدفاع عن حقوق الصحفيين، مع ضرورة رفع ملفات الانتهاكات “الاسرائيلية” إلى اللجان المختصة لمحاسبة قادة الاحتلال.
ورصدت لجنة دعم الصحفيين، 374 انتهاكًا “إسرائيليًا” بحق الصحفيين منذ بداية عام 2020م وذكرت أنه منذُ عام 2000 حتى الآن، قتلت قوات الاحتلال نحو 46 صحفيًا إضافة إلى إصابة مئات الصحفيين وتدمير عشرات المقرات الإعلامية كان آخرها تدمير مقر فضائية الأقصى بغزة. وتعرقل القوات “الإسرائيلية” عمل الصحفيين في قطاع غزة والضفة المحتلة ومدينة القدس، من خلال منع تنقلهم بين المدن أو السفر وسحب الأدوات والمعدات الصحفية منهم، وذلك لمنع نقل الرواية الصحيحة إلى العالم التي من شأنها أن تفضح جرائم الاحتلال.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والستين عام 2013، يوم 2 تشرين الثانين/نوفمبر، “يوماً دولياً لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
أكد رئيس لجنة دعم الصحفيين الذي أدار النقاش أن الاحتلال يواصل جرائمه بحق الصحفيين والمؤسسات الصحفية ويحتاج لتظافر الجهود من أجل ملاحقته في كل المحافل الدولية.
ودعا الصحفي المصري إلى ضرورة العمل على دعم الصحفيين الجرحى وتوفير العلاج اللازم لهم وتوفير حياة كريمة لهم. ودعا رئيس لجنة دعم الصحفيين المؤسسات الدولية لتوفير الدعم والمساندة للمؤسسات الاعلامية الفلسطينية التي تواجه خطر الاحتلال والانقسام ومخاطر جائحة كورونا.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف، أن انتهاكات الاحتلال تزايدت بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في الضفة وغزة.
وأشار معروف، إلى أن حكومة الاحتلال ما زالت تعتقل 23 صحفيًا داخل السجون تحت حجج واهية، بهدف طمس الحقيقة. وحول رصد الانتهاكات، قال إن “المكتب الإعلامي بغزة يرصد ويوثق انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين على مدار الوقت”.
وأضاف معروف، أن مكتبه يرفع مذكرات دورية حول تلك الانتهاكات إلى العديد من المؤسسات الحقوقية والمعنية بتوثيق جرائم الاحتلال، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، من أجل العمل على محاسبته في المحكمة الدولية الجنائية، لافتًا إلى أن تلك المذكرات مشبعة بالوثائق والمستندات. وذكر أن المكتب الإعلامي رفع عدة مذكرات إلى لجنة تقصي الحقائق في فلسطين والتي يرأسها الدكتور صائب عريقات، وتحمل انتهاكات الاحتلال المرصدة خلال الحرب الأخيرة على غزة وفي مسيرات العودة، لكن دون أن يلمس أي تحرك واضح يقاضي الاحتلال.
ومن جهته، شدّد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني د. صلاح عبد العاطي، على ضرورة العمل على المتابعة مع جهات الاختصاص الأممية والحقوقية في إطار وضعها بالصورة الحقيقية عن انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين.
وأوضح عبد العاطي، أن انتهاكات الاحتلال تتراوح ما بين عمليات قتل واعتقال ومصادرة وتدمير، إضافة إلى الضغط على شركات المنصات الرقمية لإغلاق حسابات المستخدمين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، بهدف عدم نشر الرواية الفلسطينية.
ودعا المؤسسات المعنية في توثيق جرائم الاحتلال بالعمل على إصدار تقارير دورية ترصد وتوثق تلك الانتهاكات، بجوار السلطة والبعثات الدولية، لفضح حقيقة الاحتلال والعمل على محاسبته قانونيًا.
وأشار عبد العاطي إلى أنه يوجد تحديات خارجية وداخلية تعرقل عمل تلك المؤسسات المعنية، منها: الانقسام الفلسطيني وغياب دور النقابة والرؤية الاستراتيجية الواضحة، إضافة إلى قوة اللوبي الأمريكي والإسرائيلي الخارجي في الضغط على المؤسسات الدولية بعدم الملاحقة والمحاسبة القانونية.
معاقبة الاحتلال
أما الصحفي معاذ عمارنة والذي فقد عينه اليسرى بسبب إصابته برصاصة “إسرائيلية” العام الماضي أثناء تغطيته الصحفية في الخليل، قال: إن “قوات الاحتلال تتعمد إصابة الصحفيين لعدم نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى أحرار العالم، ورصد انتهاكاته”.
وأضاف عمارنة، أن حكومة الاحتلال لا تأبه للقانون الدولي، بل وتعارضه، رغم أن نصوص القانون تنص على حماية الصحفيين، موضحاً أن المؤسسات المعنية في الدفاع عن حقوق الصحفيين أنشأت له ملف خاص مع كافة الوثائق والأدلة التي تدين الاحتلال، مشدّدا على ضرورة استمرار متابعة الملف لمعاقبة الفاعلين.
رامي شرافي مدير إذاعة زمن، أكد على أن حكومة الاحتلال ما زالت تُمعن في انتهاكاتها بحق الصحفيين، كما أنها تتبع سياسة الإفلات من العقاب. وبيّن أن تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال انعكس على عمل اتحاد الصحفيين العرب وبالتالي أثر على الاتحاد الدولي في ملاحقة الاحتلال على أفعاله، داعيًا إلى تأسيس مرصد وطني فلسطيني جامع يهتم بتوثيق ورصد تلك الانتهاكات، ومتابعتها.
رئيس منتدى الإعلاميين د. خضر الجمالي دعا إلى ضرورة توحيد الجسم الفلسطيني خاصة داخل النقابة مع إجراءات انتخابات نزيهة، والتحرك عبر المنظمات الدولية والضغط على الاتحاد الدولي للصحفيين، لتفعيل ملفت ملاحقة ومحاسبة قادة الاحتلال بشأن جرائمه.
وشدّد على ضرورة التواصل مع النقابات العربية والدولي الصحفية وتحديد موقف إعلامي ضاغط من أجل حماية الصحفيين، والعمل على وقف تلك الجرائم. وذكرت هلا طنوس مسؤولة الاعلام والاتصال في مكتب “اليونسكو”، أن المنظمة أسست آلية لمتابعة ملف حقوق الصحفيين بمشاركة وزارة الخارجية والاعلام والنقابة الفلسطينية والهيئة المستقلة.