أقلام حرة

مواجهة التطبيع بسلاح التواصل الرقمي كيف ومن أين نبدأ ؟

التطبيع المغربي الذي سيحصل واقعاً هو ترجمة لعلاقات حميمة سرية وما تغريدة ترامب إلا إشهار للعلن، الخطوة خطورتها كبيرة على الأمة المغربية والدول التي تتوسط القارة الإفريقية، وهي طعنة جديدة في خاصرة القارة الإفريقية يغرِسُها (ترامب_نتنياهو) يُشاركهم فيها الصهاينة العرب، فضلاً على أنها طعنة في قلب القُدس وفلسطين،  هؤلاء الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أحذية في أقدام الغرب وعبيد تحت بساط الصهاينة !

اذاً ماذا علينا أن نفعل كمثقفين وإعلاميين وصحفيين وفنانين ومؤسسات وأحرار ؟

إن أهم الأعمال الواجبة هذه الأيام هي الحديث عن خطر التطبيع من الجهة الإقتصادية والأمنية والثقافية والإعلامية والتطبيع الزراعي والعلمي والصحي، ومواجهة سلاح التطبيع يجب أن يكون بتفعيل سلاح التواصل من الزاوية الأخرى والعمل على فتح شبكة العلاقات الشعبية والفعاليات و الأنشطة الميدانية والحملات الإعلامية الإلكترونية المُركزة التي تحافظ على وعي الشعوب وتجعلها يقظة، ولن تسقط الراية لأن الرهان على الشعوب الحُرة لا غيرهم .

قد يتبادر إلى الأذهان سؤال، كيف يستخدم الإحتلال الإسرائيلي الدبلوماسية الرقمية في التنظير للتطبيع ؟

اعلموا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية لديها قسم مختص في الدبلوماسية الرقمية، ينشطون في مئات المنصات والقنوات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، مُستهدفين بذلك وعي الشعوب، مُخترقين ضعّاف النفوس، مُركزين على الأساليب والوسائل النفسية وكي الوعي المُتعدد، مُنتجين الرسائل القصيرة المُكثفة والمُغلفة بقوالب جميلة جذابة كمواد إعلامية حديثة، فاتحين خطوط تواصل وتفاعُل على مدار الساعة عبر منصاتهم، يُعاونهم في ذلك ذُباب إلكتروني واسع الإنتشار، وعليه فإن الدبلوماسية الرقمية تسير بموازاة الدبلوماسية التقليدية الكلاسيكية، وهي تحمل في طياتها فرصاً هائلة لجسر الهوة بين الشعوب العربية والصهاينة الأعداء، وهو ما يمهد للتطبيع.

توجهت الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية لإنشاء أكثر من 80 منصة وحساب عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لإستهداف السودان الشقيق، ومحاولة بكل قوة إلى فتح ثغرة لدولة الإحتلال لإقناع الشعب العربي السوداني بجدوى التطبيع.

لذلك يجب أن نستخدم نفس السلاح الذي يستخدمه عدونا ضد شعوبنا، وهل أخطر اليوم من الإعلام الرقمي؟

بات واضحاً بعد هذا السرد أن التعاضد والتعاون الإعلامي بين أحرار العالم مسار ضروري وهو غاية في الأهمية بمكان، لأنه يُشكل رافداً وتكتلاً أفقياً وواسعاً في مواجهة الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية ومزيجاً إعلامياً مُركباً بين كافة المناصرين والمساندين لقضية فلسطين وعدالتها.
تقول الحكمة الصينية
” ليس هناك أكثر من خمسة ألوان أساسية ، و لكن مزجها يعطينا ألواناً أكثر مما يمكن رؤيتها ”

*كاتب صحفي مختص في الإدارة والإعلام الرقمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى