غزة- عربي21- أحمد صقر الأحد، 21 فبراير 2021 07:44 ص بتوقيت غرينتش
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التنكيل برئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الشيخ رائد صلاح، ما ينذر بخطر شديد على حياته.
“يواجه الطغيان”
وبعد التضييق والملاحقة المتواصلة على مدار عشرات السنين والتي شملت؛ الاعتقال، والحبس المنزلي، والمنع من السفر، والحرمان من دخول مدينة القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك والمنع من السفر وغيرها من الإجراءات العقابية بحق “شيخ الأقصى” الذي رفع شعار “الأقصى في خطر” من أجل الدفاع عن أولى القبلتين.. فقد زجت سلطات الاحتلال بالشيخ في زنزانة صغيرة منذ دخوله السجن في 16 آب/ أغسطس 2020.
وأوضح أحد أفراد طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح، المحامي خالد زبارقة، أن “الشيخ رائد (63 عاما) يدفع ثمنا باهظا من حريته ومن صحته النفسية والجسدية، للحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية التي سجن من أجلها وحمايتها، و”ملف الثوابت” الذي سجن بسببه، ذو أهمية كبيرة في تجسيد الثوابت وخاصة في ما يتعلق بالمقدسات، وخاصة القدس والأقصى”.
ولفت في حديث لـ”عربي21″، أن سلطات الاحتلال، “تحاول بواسطة الإجراءات القانونية، تغيير قناعات الشيخ بالقوة؛ بقوة السلطة والمحاكم الإسرائيلية والسجون والملفات”، مؤكدا أن “الشيخ رائد بقي ثابتا صامدا رابط الجأش، يواجه كل هذا الطغيان والتسلط والظلم الإسرائيلي، بشجاعة وبكل جلد”.
وبين زبارقة، أن “الشيخ أمضى كل فترة سجنه السابقة (11 شهرا) والحالية (17 شهرا) والتي بقي منها 11 شهرا، في العزل الانفرادي، في زنزانة صغيرة وحده، فيها سرير خرساني (باطون) ومرحاض وقرص كهربائي لإعداد الطعام وثلاجة صغيرة، إضافة إلى مكان صغير لأغراضه وكتبه، ويسمح له بالخروج منها إلى الساحة بين غرف العزل فقط ساعة واحدة يوميا في النهار”.
“ممارسة التعذيب”
وذكر أن “العزل الانفرادي؛ هو أحد أنواع التعذيب النفسي، التي تمارسها سلطات السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن، وهذا يخالف القوانين والأسس التي بنيت عليها حقوق الإنسان في العالم، التي هي في الأصل تمنع الملاحقة والمحاكمة على الرأي أو الملاحقة السياسية والدينية، وهو ما حصل مع الشيخ رائد، كما أنها تمنع التعذيب داخل السجون”.
وأكد المحامي أن “سلطات السجون الإسرائيلية، تمارس التعذيب بحق الشيخ رائد صلاح داخل السجون، بمجرد وضعه داخل العزل”، منوها إلى أن سلطات السجن “تمنع الشيخ من الالتقاء بالأسرى السياسيين الآخرين، أو حتى الحديث مع أي أسير آخر، في حين يسمح لطاقم المحامين بزيارته كل شهر تقريبا”، منوها إلى أن “الزيارات العائلية توقفت بذريعة وباء كورونا، وكانت آخر زيارة له من قبل عائلته قبل عدة أشهر”.
وبالرغم من كل هذه الظروف شديدة القساوة وغير الإنسانية، يدرك الشيخ بحسب زبارقة، “الموقف المطلوب منه ودوره في تكريس هذه المفاهيم، من خلال تقديمه نموذجا للتضحية في سبيل هذه المفاهيم (الحفاظ على الثوابت وعدم التفريط بالحقوق)، كما أنه يدرك جيدا أبعاد السياسة الإسرائيلية، وهو يواجه كل هذا التسلط الإسرائيلي بثبات وصمود وشجاعة”.
وعن جدول حياة الشيخ داخل زنزانته الصغيرة، قال زبارقة: “لدى الشيخ برنامجه اليومي، ولا وقت فراغ لديه، فهو إما أنه يقرأ أو يكتب، كما أنه يقوم بنظم الشعر والرسم، ويتابع الأخبار المحلية والإقليمية والعالمية، وله برنامجه التعبدي”، مضيفا أنه “من خلال زياراتي للشيخ في سجنه، فقد كان في بعض الأحيان يشكو قلة الوقت”.
“متمسك بالثوابت”
وتابع: “نحن أمام شخصية فريدة من نوعها، فلدى الشيخ القدرة أن يهزم كل هذه السياسات، وهو لم ينثن ولم يحد قيد أنملة عن مواقفة وثوابته، وإيمانه بالمفاهيم الدينية الإسلامية والوطنية التي حوكم من أجلها، بل زاد إيمان الشيخ رائد بهذه المفاهيم والثوابت، وزاد إصرارا على حمل هذه الملفات، ومنها: المقدسات، القدس، الأقصى، الرباط، وأيضا ملف الهوية والثوابت السياسية المحلية وملف السلم الأهلي..”، مبينا أن “منهجية الشيخ رائد باتت أكثر تكريسا في ذهن المجتمع بسبب تضحياته من أجل هذه المفاهيم”.
وعن الوضع الصحي لرئيس الحركة الإسلامية الذي يقبع حاليا في سجن “أوهلي كيدار” في بئر السبع المحتل، فقد أشار إلى أن “الشيخ رائد قبل دخوله السجن قام بعمل فحوصات طبية شاملة، وهو مهتم ومتابع جيد لصحته برغم الظروف الصعبة، وهو بحمد الله يتمتع بصحة نفسية وجسدية جيدة، وأجده في هذه المرة أكثر تفاؤلا من ذي قبل”.
ومن بين انتهاكات الاحتلال بحق الشيخ رائد صلاح، “محاولات عرقلة إدخال حاجات الشيخ، مثل الكتب والصحف، التي يسمح بوصولها إليه بعد إجراءات بيروقراطية كبيرة جدا”.
وفي نهاية حديثه لـ”عربي21″، ذكر المحامي الفلسطيني المهتم أيضا بقضايا القدس والأقصى، أن “ما لمسته لدى الشيخ خلال زياراتي له في سجنه في هذه الفترة تحديدا، هو ثقته بقرب الفرج”.
ويقضي الشيخ رائد صلاح عقوبة بالسجن لمدة 28 شهرا، بعد الحكم عليه في شباط/ فبراير الماضي من قبل قضاء الاحتلال في مدينة حيفا، لاتهامه في ما عرف بـ”ملف الثوابت”، وسبق له أن قضى منها 11 شهرا في الحبس الاحتياطي عام 2017 و 2018، قبل أن يتم إدخاله إلى السجن المنزلي، ليتم إدخاله السجن الفعلي في 16 آب/ أغسطس الماضي ليقضي ما تبقى له وهو 17 شهرا، ومنذ ذلك الحين وهو في العزل الانفرادي، سواء في سجن “الجلمة”، أو في سجن “أوهلي كيدار”.