غزة/ وحدة الإعلام:
أكد إعلاميون ومهتمون على ضرورة الإسناد الإعلامي لهبة النقب المحتل، مطالبين بالتوسع في تغطية كافة الفعاليات والأحداث الميدانية الدائرة هناك.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الأحد بغزة تحت عنوان “الدور الإعلامي المنشود لإسناد شعبنا في النقب المحتل بمواجهة الاحتلال”، وسط حضور مختصين بالشأن الفلسطيني ومحللين ونخبة من الصحفيين والكتاب.
وقال رئيس مجلس إقليمي للقرى غير معترف بها في النقب المحتل عطية الأعسم، “إن النقب على مدار السنوات الماضية ومنذ نكبة عام 1948 يعاني من تجاهل كبير في وسائل الإعلام الفلسطينية”.
وأكد أن تسليط الضوء إعلاميًا عن معاناة أهالي النقب لم يكن بالشكل الكافي، “في وقت تزداد فيه وتير الملاحقة للمواطنين بالنقب”.
وشدد على أن أهالي النقب أصحاب الأرض الحقيقيون ويمتلكون نحو 500 ألف دونم فيها، لذا كانت هبة النقب بعد الاعتداء الواضح من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي وتجريف ممتلكاتهم ومصادرة أراضيهم.
ووصف الأعسم التغطية الإعلامية الفلسطينية لهبة النقب ممتازة مقارنةً عمّا كانت عليه خلال الأعوام الماضية، داعيًا لتكثيف التغطية ومتابعة انتهاكات الاحتلال بحق النقب وقراها وباديتها.
واقع النقب
الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة استعرض واقع النقب المحتل، والانتهاكات التي تتعرض لها قرى البادية من تجريف ومصادرةٍ للأراضي هناك.
وأوضح الزبدة أن ما حدث اليوم من هبة بالنقب المحتل ليست الأولى، “فمنذ احتلال النقب في نكبة شعبنا عام 1948 عمد الاحتلال على التضييق على أهل النقب، حيث بقي منهم فقط 11 ألف فلسطيني”.
وأوضح الزبدة أن الهبة التي يشهدها شعبنا اليوم في النقب المحتل جاءت نتيجة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي؛ “حيث بات من الصعب منع إظهار معاناتهم للعالم أجمع”.
وأضاف “الاحتلال لا يعترف بحقوق هؤلاء السكان الأصليين بالنقب، علمًا أن هذه القرى موجودة قبل إقامة الاحتلال، لكن المحتل لا يعترف بحق الفلسطيني باستيطان الأرض الفلسطينية”.
وبيّن الزبدة أن الصوت الفلسطيني بالنقب بات عاليًا بفضل الإسناد الشعبي والوقفات التضامنية التي تمت في غزة والضفة؛ لتؤكد أن شعبنا هو كتلة واحدة لمواجهة مخططات الاحتلال”.
بدوره، قال رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب الداخل جمعة زبارقة، “إنه يوجد 320 ألف نسمة من أهالي النقب نسبتهم 32% من سكان النقب ويعيشون على 5% من أراضي النقب”.
وأوضح أن الاحتلال يسعى أن يعيش أبناء شعبنا في مدن عبارة عن “علب سردين” بدون مقومات حياة عصرية أو اقتصادية وبدون بنى تحتية، “ويريدون منا التخلي عن علاقتنا بالأرض”.
وبيّن زبارقة أن حكومة الاحتلال تقوم بالعديد من المشاريع الكبيرة والهائلة في النقب والتي تستثني العرب، مثل مشروع مصانع الفوسفات يقوم على قرية الفرعة وقرية غزة.
وبيّن أن الانتهاكات والحرمان من الحقوق ليس للقرى الغير معترف فيها؛ هناك قرى معترف بها ولكن تعيش في حالة مأساوية، حيث كل 5-7 عائلات تعيش على قسيمة واحدة.
وشدد زبارقة على أن قضية “خلع البشر وزرع الشجر لتكون احتياط أرضي لليهود”، هو أمر مرفوض نصًا وروحًا.
وقال “إن كل المخططات وبرامج التطوير هي قرار سياسي وسيبقى هذا القرار نافذًا حتى إلغاؤه بقرار سياسي آخر إذا توفرت الإرادة”.
“مسعىً لتغييب الصوت الفلسطيني”
أما الإعلامي الفلسطيني عبد الناصر أبو عون فأوضح خلال مداخلته في الورشة، أن ما حصل في النقب المحتل من انتهاكات إسرائيلية هو مسعىً لتغييب للصوت الفلسطيني؛ “ولولا وجود الإعلام الفلسطيني لما سمعنا صوت ومعاناة أهل النقب”.
وأكد أبو عون أن معركة سيف القدس مؤخرًا سلطت الضوء على مظلومية شعبنا، “لذا لولا الإعلام وخاصة مواقع تواصل الاجتماعي بات بإمكان كل مواطن إظهار معاناة شعبنا ومدى جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية”.
وشدد على أن الإعلام الفلسطيني قادر على نقل هذه القضية بمخاطرها للإعلام العالمي، مؤكدًا أن الإعلام المحلي بحاجة لمزيد من التحشيد لإحداث رأي عام قوي حول هبة أهالي النقب”.
وأكد أبو عون أهمية العمل على نقل الصورة الإعلامية من النقب مباشرةً، “ونتحدث عن ضرورة وجود شخصيات إعلامية جديدة من النقب تتحدث عن المعاناة هناك، وترصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي”.
أهمية النقب
وأكد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن النقب حاز على أهمية كبرى للاحتلال الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، في محاولة منهم للجوء إلى مكان آمن بعيدًا عن تهديدات صواريخ حزب الله.
وقال عبدو “إن النقب يأخذ أهمية جديدة، وبات أفضل مكان وآمن نسبيًا للاحتلال، إذ أنه أقام عدة مراكز أمنية وأخرى 3 مقار لسلاح الطيران”.
وشدد على أهمية توسعة مساحة التغطية الإعلامية للأحداث الدائرة في النقب، مؤكدًا أن معركة النقب هي جزء من المعركة الشاملة ضد شعبنا.
من جهته، أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين أن الإعلام الفلسطيني أمام فرصة يجب استثمارها جيدًا لإعادة اللحمة مع ابناء شعبنا باختلاف أماكن تواجدهم باعتبار أن ما يجري في النقب هو امتداد لمعركة سيف القدس.
وطالب ياسين بتغذية الروح الوطنية لشعبنا في النقب المحتل؛ لإرهاق الاحتلال وزيادة مساحات المواجهة معه.
ودعا لضرورة أن تتكاتف كل الجبهات الفلسطينية ورفع الصوت موحّدًا لنصرة الحق الفلسطيني بضرورة العودة لأرضنا ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي.