أقلام حرة

أهمية التجمعات الصحفية في ظل التحديات المعاصرة

شيخة الخاطر

 

تشرفت مؤخراً بتولي إدارة مكتب شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قطر، سائلة الله عز وجل التوفيق والسداد والبركة، وأود أن أعبر عن شكري وامتناني للثقة الكبيرة التي حظيت بها من قبل الشبكة، وإيماناً مني بأهداف الشبكة التي تضم إلى أحضانها العديد من الصحفيين والعاملين في الإعلام، والتي تسعى إلى العمل على استجماع الصحفيين والإعلاميين وصناع المحتوى، تحت سماء شبكة دولية رسمية وموثوقة، توفر لهم اللقاءات والتجمعات والفعاليات، وتقدم لهم فرص الاستثمار الصحفي والإصدارات الصحفية، وتطوير أداء الصحفيين والإعلاميين من خلال البرامج التدريبية المتخصصة، وإمكانية الحصول على الدبلومات الصحفية المختلفة من مختلف أرجاء العالم

ومن منطلق الحرص على تقديم العمل الصحفي والإعلامي الاحترافي، توفر الشبكة العديد من الخدمات التي تساهم في التشجيع والإقبال على العمل الصحفي المحترف، من خلال إبراز أهمية تقديم الأعمال الصحفية بصورة مهنية وحديثة، وبطريقة مبتكرة ومميزة، وإضافة الامتيازات المتنوعة للعاملين بقطاع الإعلام والصحافة، حيث تسعى الشبكة إلى توفير فرص العمل، والتدريب والتطوير على أحدث التقنيات المستخدمة في المجال الإعلامي، وكذلك منح فرص التعليم العالي في مجال الصحافة والإعلام للراغبين.

ولعل الهدف الأسمى لشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمكين الصحفيين والإعلاميين، وإيجاد مجالات للتعاون، وخلق افاق للتواصل بين العاملين في القطاع الإعلامي، وإطلاع جميع منتسبي الشبكة على أهم المتغيرات والتطورات في المجال الإعلامي الإقليمي والعالمي وذلك إيماناً من الشبكة بأهمية التجمعات واللقاءات الصحفية في ظل التحديات المعاصرة، فقد حرصت الشبكة في خططها المستقبلية على وضع المنهجيات التي من شأنها العمل على تقليص المسافات بين العاملين في الصحافة والإعلام، وإتاحة فرص الاندماج بين الصحفيين والإعلاميين، للتبادل والاستفادة من الخبرات من جهة، والتعارف والتقارب من جهة أخرى.

ولا يخفى على المهتمين، الصعوبات والقيود التي تواجهها المهنة في الوقت الراهن، مما يؤثر وبشكل مباشر على جودة المنتج الإعلامي، وعلى العاملين في هذا المجال، من حيث دقة المعلومات، وتصنيفها وتحليلها، غير أن العمل ضمن مبدأ الحصرية يعد تحدياً كبيراً آخر في صناعة الإعلام، بالإضافة إلى مواجهة الأخبار الزائفة، التي تفتقر إلى الموثوقية، وهذا يتطلب تظافر جهود القطاع الإعلامي بصفة مشتركة، للحد من تدفق الأخبار الزائفة، إلى جانب العمل على حفظ الخصوصية والحد من انتهاكها واختراقها، حيث أصبح الحفاظ عليها من أولويات العمل في هذا المجال، في ظل أشكال من الاستهلاك والانتفاع الإعلامي، المتصل بالمعلومات الشخصية، التي تحولت إلى سلعة، تعود على مستغليها بالمنفعة والربح، إلى جانب التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الرقمي والتحديات المتعلقة بمنصات التواصل الاجتماعي ونحوها.

ولعل إيجاد مساحات متعددة ومتنوعة للإعلاميين، للتلاقي والانخراط في لحمة مهنية هادفة، يعد خطوة أولية في محاولة الحد من هذه الصعوبات، حيث تفتح مثل هذه اللقاءات الإعلامية فرصاً للتعاون وعقد الشراكات، وبيئة جاذبة للممولين وأصحاب المبادرات، وبروتوكولات التفاهم بين المؤسسات الإعلامية المختلفة من جانب، وبين العاملين في القطاع الإعلامي من الجانب الآخر.

إن رؤية الشبكة الأم والمسجلة رسمياً في العاصمة البريطانية ولها مقران في كل من مدينتي إسطنبول وكوبنهاجن، تركز على ضرورة التآلف، ومد أواصر التعاون المشترك، بين المؤسسات الإعلامية والعاملين في الإعلام، وتعمل كمظلة قانونية توفر الدعم الحقوقي لمنتسبيها، وتعمل على تحقيق أعلى مقاييس الجودة في العمل الصحفي.
نأمل أن يحقق مكتب الدوحة نجاحاً يليق بأهمية وجود مثل هذا الكيان بين أحضان عاصمة الرياضة والثقافة والإعلام، وذلك بجهود منتسبيه، ودعم المؤسسات والكيانات الإعلامية.
دمتم بود

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى