الكويت- غزة/ وحدة الإعلام:
نظمت نقابة الصحفيين الكويتية مؤتمرها العلمي “مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمي” برعاية وزير الإعلام والثقافة الكويتي د. حمد روح الدين وإدارة رئيس النقابة نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية د. زهير العباد، وبمشاركة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ومنظمات ومؤسسات إعلامية دولية خلال الفترة من 28 – 30 مارس.
وناقش المشاركون في المؤتمر محاور عدة منها: (مقدمة في الإعلام الرقمي – تقييم وإدارة محتوى الإعلام الرقمي – العناصر المستخدمة في تكنولوجيا الإعلام الرقمي – إدارة منظومة الإعلام الرقمي – مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمي – الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصالات المستقبلية – استخدامات الإعلام الرقمي في الترويج للمشاريع التنموية – تطورات الأقمار الصناعية في الاتصالات الرقمية – تكنولوجيا الريبوتات في الإعلام الرقمي – الأمن السيبراني بين التطبيق والواقع في إدارة المدن الذكية والمنصات الحكومية – التشريعات المطلوبة لمستحدثات التكنولوجيا الرقمية).
تطور متسارع
وقال رئيس مجلس إدارة نقابة الصحفيين الكويتية د. زهير العباد: “إن المستحدثات المقبلة في ثورة تكنولوجيا الإعلام الرقمي ستغير واقع النشر والاتصال الجماهيري بشكل متسارع ومتطور من خلال البث والنشر وإدارة المحتوى وتقنيات الاستشعار والذكاء الاصطناعي وتطور تقنيات الأقمار الاصطناعية وتطور الأجهزة للإنتاج الإعلامي الأمر الذي يجعل مسألة التدريب والتأهيل للإعلاميين في هذه المنصات “أمرا ملحا”.
وأفاد العباد بأن المؤتمر الذي استمر لمدة يومين خرج بعدة توصيات من شأنها تطوير هذا القطاع لاسيما إدخال الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي الرقمي فضلا عن ضرورة إقامة دورات تدريبية في هذا القطاع والعديد من الأمور المهمة بهذا الجانب.
من جانبه، شدد عميد كلية الإعلام في الجامعة الإسلامية الأميركية في ولاية مينسوتا د. عبدالكريم الوزان في كلمته على ضرورة استفادة الإعلام التقليدي من هذه الثورة التكنولوجية لتطوير عملهم مع استخدام الأمن السيبراني.
من جهته، أكد أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود بالمملكة العربية السعودية سعود الغربي في كلمة مماثلة، أن التدريب على هذا المجال بات مهما في ظل تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، موضحا أن كليات الإعلام السعودية باتت تخصص برامج تدريسية مكثفة في هذا الاتجاه.
بدوره، أكد رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية ناصر السلاموني في كلمة مماثلة ضرورة اهتمام وسائل الإعلام الرقمية بجودة المحتوى الذي تقدمه ومصداقيته في ضوء تدفق نتاجه لكل شرائح المجتمع، مضيفا أن الدول العربية معنية بالاهتمام بهذا الاعلام ومراقبة عمله لتحقيق أهدافها التنموية.
وطالب رئيس قطاع الشؤون القانونية في نقابة الصحفيين فهد العنزي بسن تشريعات جديدة تتواكب والتطور الهائل في مجال الإعلام الرقمي لتتناسب مع أهميته ودوره وتتوافق مع القيم والعادات والتقاليد العربية وفق الموروثات الاجتماعية والثقافية.
شركة مختصة
بدوره، نوه مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين إلى التجربة الفلسطينية في استثمار الإعلام الجديد في تعزيز التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، منوهاً إلى وجود شركة إنتاج محتوى رقمي كشركة أولى في هذا المجال على المستوى العربي، مبينا أن التجدد والتطور السريع أبرز سمات الإعلام الرقمي.
وقال المختص بالإعلام الرقمي الأكاديمي فلاح الصفدي: “إن الإعلام الرقمي فرض نفسه على الوسائل التقليدية وبات يستخدم على نطاق واسع بالدول المتقدمة”، متسائلاً عن مساحة الخصوصية في ظل الإعلام الجديد، ومضى يقول: “بيانات الواقع الافتراضي هي بيانات بييومترية، وسيتم تسجيل كل حركة للبشر داخل هذه البيئة، وهو الأمر الذي يشبه “الحصاد العالمي” لجميع الخصائص الشخصية والسلوكية للبشر، وهو ما سيجعل الناس عرضة لكثير من الجرائم الإلكترونية”.
وأكد المتحدث باسم التطبيق الحكومي الموحد للخدمات الإلكترونية (سهل) يوسف كاظم الحرص على مواكبة التطور السريع في عالم الاتصالات والإعلام الرقمي فضلا عن تطوير الخدمات الإلكترونية المقدمة.
وتناول الإعلامي الفلسطيني علي البطة اتساع النقاش والجدل عربياً حول التأثيرات المهمة والجذرية للإعلام الجديد على القديم والدور المطلوب من الإعلام العربي للاستثمار في تكنولوجيا الاتصالات والاستفادة من ثورات الاتصالات والمعلومات والديمقراطية في إعادة بناء منظومات الإعلام في المنطقة.
وأوصى المتحدثون بضرورة دعم وسائل الإعلام كافة وتطويرها من الناحية التكنولوجية بما يناسب مثيلاتها في دول العالم، مطالبين بإقامة الدورات الإعلامية والمهنية للقائمين في مجال الإعلام الرقمي وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لهم في مختلف المجالات.
وأكدوا ضرورة الاستفادة من العامل التكنولوجي في دعم وتطوير قدرات الباحثين وما يحتاجونه من أجهزة ومواد ومعدات في ميدان الإعلام والإتصال، وكذلك مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصال وخاصة لدى الشباب بشكل قانوني وعادل بعيدا عن استغلال ذلك لتحقيق مآرب إستخبارية خاصة، من أجل خلق حصانة فكرية لهم ضد وسائل الحرب النفسية وحرب المعلومات من قبل جهات غربية نافذة تمتلك مقومات التحول الرقمي ولها تحالفات دولية إستعمارية طامعة.
وحثوا على إدخال مادة الإعلام في مناهج التعليم في المدارس الثانوية من أجل زيادة قدراتهم التقنية المتعلقة بالتحول الرقمي ومواكبتها للتطورات في العالم، وبغية خلق حصانة فكرية لهم ضد البروباغاندا الموجهة، فضلاً عن إنشاء كليات جامعية لتخصص الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصالات الذكية، وتشريع قوانين ووضع لوائح رقابية ومراقبة فنية إلكترونية من قبل مختصين لحماية المتلقين من القائمين بالاتصال الذين يستغلون وسائل الإعلام الجديد ومزايا التحول الرقمي بشكل سيء.
كما أوصى المؤتمر بتطوير أنظمة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وفق مستحدثات تكنولوجيا الإعلام الرقمي الذكي، وإنشاء أقمار صناعية متخصصة في التراسلات الذكية للإعلام الرقمي، وتطوير هيئات الاتصالات نحو تكنولوجيا الاتصالات الرقمية الذكية تقنياً وبشرياَ، وكذلك تطوير أنظمة الأمن السيبراني.