دعا صحفيون وحقوقيون اليوم الأحد 5/6/2022، إلى ضرورة محاسبة الاحتلال “الإسرائيلي” في المحافل الدولية، على جرائمه واستهدافه المتعمد للصحفيين الفلسطينيين خلال تغطيتهم الإخبارية، مطالبين السلطة الفلسطينية والمؤسسة الرسمية، القيام بدورها لضمان حماية الصحفيين ووقف الانتهاكات بحقهم.
جاء ذلك، خلال ندوة إعلامية، نظمتها لجنة دعم الصحفيين، بعنوان: “الاستهداف المتعمد للصحفيين الفلسطينيين من منظور القانون والإعلام”، بمقرها بمدينة غزة، أدارها الإعلامي الفلسطيني سائد حسونة.
وأوصى المشاركون، الصحفيين بضرورة مواصلة العمل من أجل فضح جرائم الاحتلال، موجهين الاتهام للسلطة الفلسطينية، بالتقاعس عن عملها باتجاه محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين، وتحديداً الملف الأخير وهو إعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وأوضح المشاركون أن الاحتلال قتل الصحفيتين شيرين أبو عاقلة وغُفران وراسنة، على مرأى ومسمع العالم الظالم والمؤسسات الدولية، التي تقف في صف الاحتلال ولا تنصف الفلسطينيين، لذا يستمر في انتهاكاته ويخالف كل القوانين التي تكفل حماية الصحفي.
الصحفيون في عين العاصمة
المحامي الحقوقي: د. صلاح عبد العاطي، الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أكد أهمية البحث في سبل حماية الصحفيين، الذين يتعرضون لاستهداف متعمد، حيث أن هدف الاحتلال جعل الصحفيين في عين العاصفة، خاصةً أنهم الأداة الأكثر فعالية في فضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته.
وأوضح أن الجرائم الصهيونية أمام الكاميرات تُروع “إسرائيل” كجريمة أبو عاقلة وفضل شناعة وياسر مرتجى، الذين وثقت الكاميرا استشهادهم، فهي جريمة حرب واضحة المعالم.
وبين د. عبد العاطي، أن القانون الدولي وفر حماية للصحفيين، كما وفرت أحكام اتفاقية جنيف الرابعة حماية للصحفيين عامةً للمدنيين، وحماية خاصة بجانب الأطقم الطبية والصحية والكبار والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
استهداف الصحفيين جريمة حرب
واعتبر أن انتهاكات الصحفيين، استهداف جسيم يرقى لجريمة حرب، على الرغم من القوانين الدولية التي كفلت حمايتهم كميثاق روما المؤسس، ومحكمة الجنايات الدولية، وقرارات مجلس الأمن التي وفرت حماية للصحفيين، بالإضافة إلى الإعلان العالمي لحقوق الانسان، ونصوص واتفاقيات دولية متعددة لحماية حرية الرأي والتعبير ووسائل التعبير وحرية وسائل الإعلام.
وأشار د. عبد العاطي، إلى الإجماع الدولي على أن استهداف الصحفيين جريمة، مؤكداً أهمية وجود اتفاقية خاصة وإقرار اتفاقية دولية لضمان احترام حرية الصحفيين.
وأكد المحامي عبد العاطي، على أن الاحتلال قائم على الظلم فهو يمارس إرهاب دولي منظم ويرعى إرهاب المستوطنين والاحتلال، وانتهاكات مُركبة لا تقتصر على جنود امتدت للمتطرفين والمستوطنين.
وقال المحامي عبد العاطي: “في 2021 كان هناك استهداف وجودي لمهنة الصحافة، عبر ضرب كل المقار الإعلامية للشركات والمؤسسات الإعلامية العربية والدولية، وتعمد منع الصحفيين من العمل واستهداف الصحفيين في كافة الساحات، مسيرات العودة ومواجهات الضفة والقدس المحتلة.
وبخصوص قضية الصحفية أبو عاقلة، فبين د. عبد العاطي أن الاحتلال مارس الانتهاكات منذ بداية اغتيالها بالتغطية على الانتهاك، عبر التشكيك ونقل أكثر من رواية، والاعتداء على جنازتها، والتشكيك بكل الروايات، رغم كل الإفادات التي فندت روايات الاحتلال.
وأكد د. العاطي أن هناك غياب مسار جاد للمسائلة والمحاسبة، حيث لم يتم إحالة القضية، متهماً المؤسسة الرسمية بالتقصير في متابعة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، والتراخي في هذا الملف.
وشدد على أن من الواجب التضامن مع الصحفيين، باعتبارهم فرسان الكلمة، مُعرباً عن تقديره لمجهوداتهم التي شَكَلَت أدوات إدانة للاحتلال، خاصةً في ظل منع لجان تقصي حقائق، حاثاً على مواصلة العمل من أجل فضح الجرائم “الإسرائيلية”.
الاحتلال يحارب الإعلام الفلسطيني
بدوره، أكد الصحفي: ياسر أبو هين، عضو الأمانة العامة لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام “تواصل”، أن الاستهداف “الإسرائيلي” للصحفيين تحول لسياسة رسمية ممنهجة، لافتاً إلى الاستهداف تركز في الاستهداف المباشر، والاعتقال وتضرر المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن الاعتقال ومحاربة المحتوى الفلسطيني.
وأشار أبو هين، إلى الاستهداف المباشر المقصود به القتل والضرر الكبير، الانكار والتسويف وعدم المحاسبة القضائية أو حتى ابداء الأسف، مبيناً أن سياسة الاحتلال في التسويف المراوغة في اتجاه فتح تحقيق او محاسبة القاتل، بدأت بالنفي المطلق وتحميل جهات فلسطينية المسؤولية.
ولفت أبو هين، إلى إبادة عشرات المؤسسات الإعلامية بالكامل، حيث أن 59 مؤسسة تدمرت خلال معركة سيف القدس، مبيناً أن اعتقال الصحفيين لا تتم عشوائياً، ناهيك عن الضرب والاعتداء خلال الاعتقال والعمل في الميدان، ولفت إلى نقص في توفير أدوات الأمن والحماية للصحفي الفلسطيني خلال عمله في الميدان.
وأوضح أبو هين، أن انتهاكات الاحتلال تصاعدت بمحاربة المحتوى الفلسطيني واغلاق الصفحات الإخبارية، واغلاق صفحات النشطاء والصحفيين، والمؤسسات الفلسطينية.
ولفت إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه الصحفيين، وعلى المستوى الرسمي الفلسطيني لم يتحقق أي انجاز لوقف تغول الاحتلال ضد الصحفيين.
شهادة صحفي تركي
من جهته، أكد الإعلامي والكاتب الصحفي التركي، إسلام أوزكان، على أن الصحفيين يواجهون انتهاكات وقيود على عملهم في أمام أعين العالم، دون محاسبة من أحد، من كيان يعرفه الجميع جيداً بقتله وجرائمه بحق الفلسطينيين، فهي تقتل أكبر عدد من الصحفيين في العالم.
وقال أوزكان: “”إسرائيل” مارست الوقاحة في قتل أبو عاقلة بدم بارد وجرأتها وهي صحفية مشهورة للعالم وتعمل في قناة عربية بارزة، وهو دليل على مايمكن أن تفعله إسرائيل بحق الصحفيين الفلسطينيين.”