غزة/ وحدة الإعلام:
طالب متحدثون خلال ندوة سياسية نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، اليوم الأربعاء 20 يوليو 2022، بضرورة اتخاذ خطوات عملية لتجاوز حالة الاستسلام الرسمي العربي والسلطوي عبر التوجه نحو إعلان جبهة وطنية تحتكم لبرنامج وطني متفق عليه، مشددين على ضرورة اعتماد المقاومة بكل أشكالها كخيار استراتيجي وفتح حوار عربي إسلامي لمواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية والأمة العربية.
وأكدوا خلال ندوة بعنوان: “المطلوب فلسطينياً بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة العربية” عقدت بقاعة ديانا صباغ بمركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة، على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وإعلان البراءة من اتفاقات “أوسلو” والانحياز لخيار الشعب الفلسطيني، داعين السلطة لرفع يدها الثقيلة عن المقاومة كي تدافع عن المقدسات، مؤكدين فشل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة مؤخرًا.
خطورة زيارة بايدن
بدوره، أكد القيادي في حركة “حماس” د. إسماعيل رضوان خطورة تشكيل أية حلف أو اتفاق سري أو أمني أو عسكري مع الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة حملت خطورة على القضية الفلسطينية والمنطقة، وأن هدفها دعم الاحتلال ومحاولة دمجه في المنظومة العربية، وتشكيل حلف أمني عسكري اقتصادي في المنطقة على حساب حقوق شعبنا والبحث عن النفط والغاز كمحاولة لسد احتياجات الغرب منه خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.
ووصف لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس السلطة محمود عباس في بيت لحم بـ” قمة الانحدار والتراجع في السقف الفلسطيني”، مبيناً أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث عن أية شيء من الحقوق الفلسطينية وأدار لها الظهر، معتبراً أن رهان السلطة على الوساطة الأمريكية “خاسر”، مطالباً بالتراجع عن نهج المفاوضات والتبرؤ من اتفاقية “أوسلو” ووقف التنسيق الأمني.
وتابع القيادي في حركة حماس قائلاً: ” زيارة بايدن فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ولم يتم تشكيل حلف أمني عسكري اقتصادي بالمنطقة، كما وأكدت الدول العربية على محورية ومركزية القضية الفلسطينية، ولن يكتب الأمن والاستقرار بالمنطقة إلا بحل القضية الفلسطينية حلا عادلًا”، مضيفاً أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من الزيارة من خلال الدعم الأمني العسكري والاقتصادي وفتح بوابات التطبيع مع العالم العربي.
وأوضح د. رضوان أن فتح الأجواء السعودية أمام الطيران الإسرائيلي يشكل خطورة على زيادة تطبيع الأنظمة العربية مع الاحتلال لما تمثله المملكة العربية من وزن ومكانة ضمن المنظومة العربية، معبرًا عن أسفه من هذا القرار كونة يمثل بوابة خطيرة لزيادة التطبيع وخطرًا على السعودية والأمة العربية ومزيدًا من التفريط بالقضية الفلسطينية.
وعن المطلوب فلسطينيًا لحماية القضية الفلسطينية، دعا لتحقيق الوحدة الوطنية، والدعوة لاجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل من أجل وضع استراتيجية وطنية للمواجهة الشاملة للاحتلال والمشاريع الصهيوأمريكية بالمنطقة، وحث على تحقيق وحدة إسلامية من خلال فتح حوار عربي إسلامي لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمة العربية والإسلامية.
قضية إنسانية
بدوره، تطرق رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق للتجاهل الأمريكي للقضية الفلسطينية، ومضى يقول: ” أمريكا دائما ما تعلن أنها تساند “إسرائيل” بلا حدود وتعمل على حفظ أمنها وفك عزلتها وجعلها القوة الأكبر في المنطقة والتي لا يمكن مواجهتها أو تهديدها أو التلويح بزوالها”، مبيناً أن أحداث 11 من سبتمبر كانت “فارقة في تحديد السياسة الامريكية تجاه العرب والمسلمين عامة وتجاه القضية الفلسطينية بشكل خاص”.
وبين أن التجاهل الأمريكي للقضية الفلسطينية جاء كنتيجة طبيعة لتعامل السلطة الفلسطينية مع مسيرة التسوية والاستسلام لرغبات الاحتلال، والهبوط بسقف المطالب الفلسطينية إلى المستوى الأدنى، وقدرة “إسرائيل” على التسويف والمماطلة والتنصل من الالتزامات بالرهان على الوقت، وتابع قوله:” تم إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف الدعم المالي لوكالة الغوث الدولية ووقف الدعم المالي لليونسكو رداً على قبول فلسطين عضوا كاملا في هذه المنظمة الدولية”.
وأكد خالد أن أمريكا لا ترى في السلطة الفلسطينية “شريكا في السلام”، وتنحاز “كلية لرؤية إسرائيل انه لا حلول سياسية للقضية الفلسطينية، ولا يمكن الحديث عن حل الدولتين والعودة للمفاوضات الا وفق رؤية “إسرائيل”، ومضى يقول: “القضية الفلسطينية تحولت من قضية سياسية إلى مجرد قضية إنسانية لتحسين أوضاع السلطة المالية والاقتصادية وإنعاش الأوضاع المعيشية للفلسطينيين وفق شروط الاحتلال”.
تراجع القضية
وفي السياق ذاته، أشار الكاتب والمحلل السياسي د. ذو الفقار سويرجو لتراجع القضية الفلسطينية على المستوى الدولي، ومضى يقول: ” لم نجد حضورًا فلسطينيًا في قمة الرياض أو طهران، كما ولم نجد حضورًا للقضية الفلسطينية”، مبيناً أن الفلسطيني أصبح الضحية الأبرز للتحولات التي تحدث، مرجعًا ذلك لعوامل ذاتية وهم الفلسطينيون أنفسهم الذين يتحملون مسؤوليته، والآخر نتيجة للضعف الذي نعاني منه كفلسطينيين “فلا يوجد قوة أو عسكرية واقتصادية نمتلكها”.
ولفت إلى الدور الفلسطيني المطلوب لحماية القضية الوطنية، وقال “يجب توفر العامل الذاتي، وتوفر رغبة حقيقة من كافة الأطراف من أجل عودة الموقف الفلسطيني الموحد ليطالب لأن يكون شريكًا في المتغيرات”، وتابع: ” إذا لم يتم إعادة الهيبة للمشروع الوطني الفلسطيني من خلال إعادة تصحيح العلاقة داخل منظمة التحرير التي يسودها النفور والتفرد والتحكم في كل قطاعاتها، فسنكون الحلقة الأضعف في المنطقة”.
ودعا د. سويرجو لحوار وطني شامل لمنظمة التحرير وإعادة الهيبة لها من أجل الوصول لموقف فلسطيني موحد، وقال: الوضع الفلسطيني صعب في ظل تماهي السلطة مع مشروع السلام الاقتصادي، إلى جانب توظيف السلطة التطبيع لخدمة مصالحها وعدم مواجهته”.