غزة/ وحدة الإعلام:
دعت صحفيات ومختصات في الدفاع عن حقوق الإنسان اليوم الخميس، لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للصحفيات اللاتي يتعرضن لانتهاكات من الاحتلال الإسرائيلي، مشددات على أهمية رفع الوعي لهن لتوفير الحماية لهن منها.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمقره بمدينة غزة بالتعاون مع مؤسسة الثريا للإعلام الاتصال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بعنوان “انتهاكات الاحتلال الإٍسرائيلي بحق الصحفيات الفلسطينيات، وسط حضور لصحفيات وناشطات بحقوق الإنسان.
انتهاكات الاحتلال
وقالت الصحفية شيرين خليفة إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بحق الصحفيات الفلسطينيات على خلفية عملهن المهني، موضحةً أنه تم تسجيل ما يزيد عن 900 انتهاك بحق الصحفيين والصحفيات خلال العام الماضي.
وأوضحت خليفة أن أعلاها كانت في القدس المحتلة، وأن 17 صحفيًا وصحفية تعرضوا للاعتداء الجسدي، حيث تم إعدام وقتل صحفيتين العام الماضي.
وذكرت أنه في جملة انتهاكات 2023 هناك 68 حالة اختناق، و40 حالة اعتقال للصحفيين، في وقت تعرض فيه 12 صحفيًا وصحفية للاعتقال بسجون الاحتلال.
وأشارت خليفة إلى توثيق 63 إصابة مباشرة للصحفيين والصحفيات في 2022، في وقت أن الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة كذلك يتعرضون لمثلها خلال الأحداث والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة.
وبيّنت أنه من بينها الملاحقة الدولية للصحفيات الفلسطينيات، كما حدث مع الصحفية شذى حماد التي فازت بمسابقة العام الماضي، وسحبت بضغط من اللوبي الصهيوني بعد اتهامها بمعاداة السامية.
وأوصت خليفة بضرورة تقديم دعم نفسي للصحفيات، ودعم مادي للمتضررات اقتصاديًا بسبب الاعتداء الإسرائيلي عليهن، وتوفير أدوات حماية وسلامة مهنية لهن.
كما دعت لتشكيل لجان قانونية لرفع انتهاكات التي يتعرض لها صحفيات لمحكمة الجنايات الدولية تمهيدًا لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا وصحفييه.
تجربة ميدانية
بدورها، استعرضت الصحفية فيحاء شلش في مداخلة هاتفية لها من رام الله أبرز الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات بالضفة، مؤكدةً أنه ليس شرطًا أن يكون الاعتداء الواقع عليها جسديًا فقط، بل هناك اعتداء نفسي لا يلتفت إليه الكثيرين.
وأوضحت شلش أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيات ليست عفوية أو بمحض الصدفة، بل يستهدفن بدرجة أولى لمنع نقل الحقيقة إلى العالم وما يتعرض له شعبنا من ظلم ومعاناة.
وقالت “بعيدًا عن الإحصائيات المكتوبة؛ هناك انتهاكات منها تلقي تهديدات من الاحتلال بعدم نقل الرواية الفلسطينية والا تواجه بالاعتداء أو الاعتقال مباشرة”.
وأضافت “الصحفيات في القدس هن في قلب المعاناة؛ هن أول الاستهداف خاصة أنهن يستطعن الوصول لأكثر للأحداث في المدينة المقدسة، وخاصة نقل الأوضاع الميدانية في باحات المسجد الأقصى المبارك”.
كما بيّنت شلش أن الصحفيات الفلسطينيات يتعرضن لانتهاكات على الصعيد الداخلي مثل ما حصل مع الصحفية شذى حماد التي سحلت من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله.
الوعي القانوني
وشددت الحقوقية نسمة الحلبي بضرورة رفع الوعي القانوني للصحفيات الفلسطينيات كي يتمكّن من توثيق الانتهاكات التي يتعرضن لها ورفعها سواء إلى القضاء الفلسطيني المحلي أو إلى محكمة الجنايات الدولية لضمان محاسبة الاحتلال وقادته.
وقالت الحلبي إن الصحفية الفلسطينية تتعرض لانتهاكات مركبة خاصة لكونها امرأة فلسطينية وصحفية، موضحةً أن الاحتلال يمارس انتهاكات بشكل واسع ضد الصحفيات.
وأكدت أن الاحتلال يفلت دومًا من العقاب، وهذا يشكل خطرًا على الصحفيين وترهيبهم، مشيرةً إلى أن ضمان محاسبة الاحتلال يحتاج لثلاث معايير تبدأ من الوقاية مرورًا إلى الحماية وصولاً إلى الإحالة للقضاء.
وقالت “الجميع متفق إنه يجب على الأمم المتحدة أن يكون لها دور حاسم تجاه الإفلات من العقاب، وهي دعوة لاتخاذ تدابير مناسبة لحماية الصحفيات الفلسطينيات من جرائم الاحتلال”.
وشددت الح
لبي على أن حقوق الصحفيين لا تسقط بالتقادم، قائلةً “هذا ما أكدت عليه مبادئ اليونسكو المعنية بسلامة الصحفيين والصحفيات؛ لذا لا بد من اتخاذ كل الإجراءات لمنع حدوث هذه الانتهاكات وتكرارها”.