ندد صحفيون في قطاع غزة، يوم الأحد، بإجراءات القائمين على مجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مؤكدين أنهم يعتزمون “تنفيذ مسرحية انتخابات هزلية غير قانونية، وغير شرعية، لسلب حق الصحفيين النقابي وإقصاء المئات منهم”.
جاء ذلك خلال وقفة نظمها الحراك الصحفي النقابي أمام مقر نقابة الصحفيين وسط مدينة غزة، تحت عنوان “النقابة حقي.. ومسرحية الانتخابات لن تمر”، بمشاركة حاشدة من الصحفيين من غالبية الأطر والكتل الصحفية.
وقال رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني علاء سلامة في كلمة له خلال الوقفة، “تطل علينا نقابة الصحفيين، بانتخابات مستغربة وإجراءات مستنكرة، في تحدٍ صارخٍ وجليٍ لحالة الإجماع الصحفي، واستحوذًا على النقابة لأعوام أخرى بعيداً عن كل أطياف العمل الصحفي”.
وأوضح سلامة أن السنوات والأشهر القليلة الماضية شهدت طرح العديد من المبادرات التي تقدمت بها بعض الأطر والمؤسسات الإعلامية للخروج من الأزمة التي تعصف بنقابة الصحفيين منذ سنوات طوال، إلا أن أياً من تلك المبادرات لم ترَ تجاوباً من مجلس النقابة برام الله.
وأضاف “هذا المجل واصل تجاهل هذه المبادرات، وهو ما يُعد تكريسًا للواقع المأزوم والمؤسف الذي ما زلنا نحياه دون أي اعتبار لما يقدمه الصحفيون من تضحيات”.
وجدد سلامة رفض التجمع للمشاركة في انتخابات نقابة الصحفيين، نظرًا لتحفظات وتجاوزات ومخالفات قانونية عدة، داعيًا لحوارٍ صحفيٍ جادٍ يقود لانتخابات مهنية وقانونية.
وأوضح أنَّ مخرجات الاجتماع الداخلي الذي سمي بالمؤتمر الاستثنائي، تعتبر غير ملزمة لنا في التجمع الإعلامي الفلسطيني، “كما أننا نرى فيها تكريساً لسياسة الهيمنة والإقصاء”.
وشدد رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني على أن المجلس القائم على النقابة في رام الله، هو مجلس غير منتخب، “وبالتالي كل ما يصدر عنه يعتبر غير قانوني ولا يمثل الصحفيين الفلسطينيين”.
ودعا سلامة جميع الأطر والكتل الصحفية للقاء عاجل من أجل التشاور لحماية البيت الصحفي الجامع، والدخول في حوار جدي يقود لواقع صحفي يتجاوز هذه الحالة التي يحياها الصحفيون من انقسام بفعل هذه القرارات.
وطالب اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومختلف المؤسسات التي تعني بالعمل الصحفي، للتدخل العاجل، “لوقف هذه المهزلة المسماة انتخابات نقابة الصحفيين، والتي لن تقود إلا إلى مزيد من الانقسام وشرذمة الجسم الصحفي الفلسطيني”.
مسرحية هزلية
ووصف رئيس كتلة الصحفي عماد زقوت انتخابات نقابة الصحفيين المزمع عقدها الشهر الجاري، “هندسة منظمة من حركة فتح لإجراء “مسرحية انتخابية على مقاسها، تضمن لها الأغلبية وسط تغييب للصحفيين المهنيين ومن ينتمون إلى توجهات سياسية مخالفة لنهجها”.
وأكد رفض كتلة الصحفي “أن تكون شهود زور على تزييف إرادة الصحفيين، والتعامل مع قادة الرأي العام وكأنهم قطيع خراف) يساقون أينما يريد القائمون على النقابة لمصالح فئوية حزبية وشخصية”.
وأضاف زقوت “نؤمن أن النقابة للجميع، وليست مسرحًا للاستحواذ الحزبي الذي يحقق تطلعات الأحزاب في البقاء، لا تطلعات الصحفيين بنقابة قوية تضمن حقوقهم، محملًا المؤسسات والشخصيات المشرفة على الانتخابات الشكلية ذات القائمة الواحدة والمصالح المشتركة المسؤولية عن هذا التجاوز للأنظمة والقوانين”.
ودعا زقوت المؤسسات الحقوقية التي استعدت للرقابة على انتخابات نقابة الصحفيين، لعدم المشاركة في هذه المسرحية التي تديرها الأجهزة الأمنية، مطالبًا المؤسسات الدولية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب والمؤسسات الحقوقية بالتدخل لوقف هذه المهزلة والمحاصصة.
وأكد أن حراك الصحفيين لن يقف مكتوفي الأيدي أمام إقصاءنا ومحاولة التغول على حقنا، “ولن نسمح باستمرار اختطاف النقابة، وسنتخذ كل الإجراءات القانونية والإعلامية اللازمة في الضفة وقطاع غزة لوقف هذه المهزلة الانتخابية”.
بدون إجماع
وأكد التيار الإصلاحي بحركة فتح في بيان وُزع خلال الوقفة واطلعت عليه وكالة “صفا”، أن انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين تنعقد في غياب الإجماع الصحفي، وبخلاف ما تم التوافق عليه بين الأطر والكتل الصحفية الفلسطينية.
وبيّن أنه كان من المفترض أن تتم معالجة النظام الداخلي للنقابة وفق رؤيةٍ مهنيةٍ ووطنيةٍ جامعة، وبإشراف لجنة من الخبراء والمختصين؛ “لكن عقلية التفرّد والإقصاء والاستبداد بالرأي والموقف حالت دون هذا الوفاق، وعطّل الفريق المتنفذ في النقابة كل المساعي لتأمين الشراكة”.
وأضاف التيار الإصلاحي أن الهيئة العامة التي أعلن عنها اكتظت بأصحاب الوظائف الحكومية العسكرية، “الأمر الذي دفع الكتل الصحفية إلى عدم خوض هذه الانتخابات، لتنتهي كما سابقاتها بفوزٍ بالتزكية لكتلة الفريق الذي يستلب كل شيء في هذا الوطن”.
ورحّب التيار بجهود المؤسسات الإعلامية والشخصيات الوطنية المحترمة، التي حاولت بكل أمانةٍ أن تحقق التوافق على الترتيبات الإدارية والقانونية التي تسبق العملية الانتخابية، وبقرار الكتل الصحفية الكبرى مقاطعة الانتخابات، بعد محاولة فريق الإقصاء إعادة إنتاج الشخصيات التي سخّفت عمل النقابة على مدى (12) عامًا.
وأضاف “هذا الأمر يعني بطلان شرعية وقانونية هذه الانتخابات، واقتصار تمثيلها على من يشارك في هذه المسرحية الهزلية التي لا تعكس قطعيًا حضور وتميز الصحفيين الفلسطينيين في كل المحافل العربية والدولية”.
وشدد التيار على أهمية إجراء انتخابات قائمةٍ على الشراكة، بعيدًا عن الحزبية، بما يضمن فعالية الجسم النقابي ودوره في حماية وتحصين الصحفي الفلسطيني ودفع مسيرة المهنة إلى الأمام.
من جهتها، شددت الصحفية وسام الغلبان في كلمة ممثلة عن الصحفيات على ضرورة أن تمثل نقابة الصحفيين الكل الصحفي الفلسطيني تدافع عن تطلعاتهم وآمالهم.
وقالت الغلبان “لا بديل عن نقابة تمثلنا جميعًا؛ فالاستهداف الكبير من الاحتلال والعدوان المتواصل على المؤسسات الصحفية يتطلب نقابة صحفيين قوية يشارك فيها المجموع الصحفي، وليس المسيطرون على السلطة وأجندتها الأمنية”.
وأكدت أن أي خطوة نحو نقابة ممثلة للكل الصحفي الفلسطيني لا يمكن أن تكون إلّا بغربلة العضوية فيها، وغربلة المهنة من عناصر الأمن وغيرهم، مضيفةً أن “مطلبنا بسيط وواضح نريد إصلاح نقابة الصحفيين وملف العضوية فيها، وإجراء انتخابات مهنية لا تتماشى مع اجندة معينة”.