– الشيخ بكيرات: الاحتلال يشن حرباً إعلامية على مدينة القدس لتهويدها
– الباحث الصوص: الخطة الخمسية خطوة في إطار مخطط إسرائيلي منذ 67
– الإعلامي خويرة: الاحتلال استعان بخبراء إعلاميين لترويج الخطة الخمسية وإقناع الجميع بها
غزة/ وحدة الإعلام:
أوصى خبراء ومهتمون بشؤون القدس بضرورة بلورة إستراتيجية إعلامية موجّهة لفضح خطة الاحتلال الإسرائيلي الخمسية لتهويد شرق مدينة القدس المحتلة، مؤكدين على أهمية دور الإعلام في إطار الصراع على هوية القدس، محذرين في الوقت ذاته من خطورة الانخداع بمصطلحات “التطوير” الرامية لتمرير مشروع التهويد والأسرلة للمدينة المقدسة، مطالبين وسائل الإعلام بالتأكيد على عروبتها وإسلاميتها.
جاء ذلك خلال لقاء إلكتروني نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عبر الزووم، اليوم الأحد 27 أغسطس 2023، تحت عنوان “مسؤولية الإعلام تجاه فضح خطة الاحتلال الإسرائيلي الخمسية لتهويد شرق القدس”، وتحدث خلاله الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف مدينة القدس والباحث المقدسي ماهر الصوص والإعلامي سامر خويرة، وبمشاركة نخبة من الإعلاميين والمهتمين.
معركة أمة
بدوره، قال الشيخ بكيرات: ” إنّ معركة الأقصى هي معركة الأمة وهي الفاصلة بين الصعود أو الهبوط لهذه الأمة”، مشدداً على أهمية تولي الاعلام مهمة فضح الاحتلال والكشف عن حربه القبيحة ضد الوجود الفلسطيني، حاثاً الإعلاميين والصحفيين على ضرورة إعادة الثقة لمشروع الدفاع عن القدس، ومضى يقول: “علينا أن ندرك بأن هذا العدو الذي ملك أرضنا، قد احتلها معرفيا وإعلاميا وثقافيا قبل أن يحتلها عسكرياً”.
وأوضح أنّ القدس تواجه حرباً إعلامية “فالاحتلال يستخدم الاعلام كسلطة أولى؛ لتزوير وتشويه الرواية”، مبيناً أن الاعلام ينبغي أن يقوم على 3 أسس مهمة أولها “المعرفة التامة بتفاصيل ما تتعرض له القدس، وطبيعة الواقع الذي تعيشه المدينة، أمّا الثانية فتتمثل في الثقة التي ينبغي أن يتمتع بها الإعلاميين في تناولهم للقضية، وأمّا القضية الثالثة، ضرورة التركيز على القضية الأساسية على أن القضية ليست نزاع أو صراع على منطقة، بل هي حرب وجود على عدو يريد استئصال شعبنا”. ولفت إلى وجود إعلام صهيوني مضلل ويختلق ويصنع الحدث، مقابل إعلام عربي هش لا يصنع الحدث.
الرواية الفلسطينية
من جهته، أكدّ الباحث المقدسي ماهر الصوص، أنه من الضروري الاهتمام بالهوية المقدسية والحفاظ عليها في ظل تعرضها لمحاولة أسرلة منذ اللحظة الأولى، عبر قيام الاحتلال بإجراءات لعزلها عن محيطها، موضحاً أن الخطة الخمسية “ليست جديدة؛ بل هي خطوة في طريق مخطط يتم تنفيذه منذ بدء الاحتلال ولا يزال مستمرا كلما نجح في جانب تقدم، وعند الفشل يتخذ إجراءات بديلة”.
وأشار إلى استهداف الاحتلال المنهج التعليمي في القدس في إطار حرصه على طمس الهوية العربية والإسلامية، وسعيه لإثبات شخصيته في المنطقة، فالاحتلال يسعى لإبطال الهوية المقدسية في مراحل عديدة، وفي المقابل نفتقد لألية التخطيط ولا يوجد خطوات عملية ترقى لمستوى القضية”.
وشدد الباحث الصوص على دور الجمعيات والروابط بعدم الرضوخ لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة جعل قضية فلسطين والمسجد الأقصى عقيدة الفرد المسلم، وتابع يقول: ” الرواية الفلسطينية يجب أن تطرح بشكل صريح من خلال الإعلام الموجه، ويجب على الجمهور معرفة الحقائق وإبطال رواية الاحتلال، فالصراع العربي الإسرائيلي ثابت، ويجب فضح الاحتلال ووضح مخطط مواجهة والترويج له”.
وتابع “نحن نفتقد لآليات التخطيط والعمل على المستوى الإعلامي والسياسي، وكل الخطوات التي جرى تنفيذها لم ترتق بعد لمستوى ما يجري في المدينة المقدسة”، مؤكداً “أننا بحاجة لخطوات عملية، وطرح للقضية والرواية الفلسطينية الحقيقية على مستوى الأمة، دون الاقتصار على مجرد خبر إعلامي في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضاف ” علينا النهوض بالوسائل الإعلامية في فضح الرواية الإسرائيلية والعمل على انهاء وجود الاحتلال، وأيضًا إحداث تغييرًا جذريًا في النهج والسياسة والمصطلح والتوجه الفكري الذي يستطيع هزيمة هذا الاحتلال”، داعياً إلى تشكيل برلمانات طلابية في العالم العربي والإسلامي، للعمل على نصرة القدس، ومواجهة إجراءات الاحتلال، والتعريف بالرواية الفلسطينية الحقيقية.
جيش إعلامي إسرائيلي
من جهته، قال الصحفي سامر خويرة: “إن الاحتلال يشكل جيش من الاعلام ويتواصل عبر 80 لغة حول العالم، ويرسل ويعمم روايته بشكل دائم”، موضحاً أن الاحتلال يوجه صفحات تركز على الجمهور العربي، وسط حملة تضليل يمارسها بشكل مستمر دعما لعمليات التطبيع، مبيناً أن صفحة (إسرائيل تتحدث بالعربية) تظهر بشكل ناعم أساليب الاحتلال المضللة، وهي تعمل ضمن صفحات تدرس بطريقة علمية.
وأضاف أن المعركة الإعلامية لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية، ويبدو أن الذي كتب الخطة الخمسية استعان بخبراء إعلاميين لإقناع الجميع بها ولكي يقبلها الجميع، لذا يجب تفنيد وفضح الخطة وكشف السم بالمدسوس فيها”، مؤكداً علىضرورة استثمار منصات التواصل الاجتماعي لفضح مخططات الاحتلال تجاه القدس ولخدمة القضايا الوطنية، ومضى يقول: “على الجميع العمل على فضح الخطة الخمسية في الاعلام المستقل والحزبي والعربي والعالمي”، موصياً بضرورة السعي للوصول للمؤثرين في القدس والمشاهير لفضح الخطة الخمسية. ودعا خويرة لتشكيل فريق محلي دولي عالمي لمواجهة الخطة الخمسية لتهويد شرق القدس.
وتبلغ قيمة الخطة الخمسية، المقرر تطبيقها للسنوات 2024- 2028، بعد أن صادقت عليها حكومة الاحتلال في الـ 20 من آب/ أغسطس الجاري، 3.2 مليارات شيكل، بينها 2.45 مليار شيكل من ميزانيات الوزارات، وحوالي 750 مليون شيكل من ميزانيات بلدية الاحتلال في القدس، وسلطة الابتكارات وشركة الكهرباء وغيرها.
وتعد هذه الميزانية أكثر بحوالي مليار شيكل من ميزانية الخطة الخمسية السابقة للقدس، التي بلغت 2.1 مليار شيكل عام 2018.