لندن/ وحدة الإعلام:
منذ انطلاق منصة “إكس X” – المعروفة سابقًا بمنصة تويتر – في 2006، استخدمها الصحفيون للتفاعل مع المتابعين وجمع المعلومات من أجل تقاريرهم الصحفية.
ومع ذلك، عندما حوّلت المنصة علامة التوثيق القديمة إلى خدمة مدفوعة في أبريل/نيسان – ولم تعد تأخذ بعين الاعتبار نشاط المستخدمين أو شهرتهم أو أصالتهم – صعّبت بقوة من إمكانية تمييز المصادر الموثوقة عن منتحلي الشخصيات أو الخدع. وأصبحت خدمة الاشتراك المدفوعة هذه والتي كانت تُعرف في السابق باسم Twitter Blue، تُسمى اليوم X Premium.
وقالت الصحفية النيجيرية المستقلة إيوجي بريشيوس: “تتحول منصة إكس على نحو سريع لتكون مكانًا موثّقًا للمستخدمين غير الموثّقين”، مضيفة “إلى حد ما، ربما يرغب الناس في تصديق أولئك المستخدمين أصحاب علامات التحقق – بغض النظر عن صحة ما ينشرونه أو يغردون به – أكثر بكثير من الصحفيين غير الموثّقين”.
ونقدم إليكم ما ينبغي على الصحفيين معرفته عن هذه السياسات الجديدة وكيف تؤجج انتشار المعلومات المضللة والخاطئة:
في الماضي، كان مستخدمو إكس يتقدمون للحصول على علامة التوثيق القديمة من خلال عملية طلب التحقق المجانية، والتي تطلبت أن تكون الحسابات “أصلية ومشهورة ونشطة”. وغالبًا ما كان يتم الموافقة على منح علامات التوثيق لمسؤولي الحكومات والهيئات الحكومية والمشاهير والنشطاء والمنظمات الإخبارية والصحفيين وغيرهم.
وقالت مدققة المعلومات والشريكة المؤسسة لـStage Media في ليبيريا، بيتي مبايو، إنّ “العلامة الزرقاء كانت علامة لتوضيح أنّ هؤلاء المستخدمين موثّقون ويمكن الوثوق بهم”. وفي المقابل، بإمكان أي مستخدم الآن دفع 8 دولارات شهريًا ليحصل على علامة التوثيق الزرقاء بجوار اسمه.
ومنذ ذلك الوقت، انتشرت المعلومات الكاذبة، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة صادرة عن مختبر كوانت التابع لمركز مكافحة الكراهية الرقمية أنّ أكثر من 25٪ من التغريدات المتعلقة بأوكرانيا واللقاحات والتغير المناخي التي كتبها مشتركو X Premium تضمنت معلومات كاذبة.
وكانت هناك بالفعل عواقب في العالم الحقيقي للمعلومات الخاطئة المنتشرة، فأثناء النزاع في السودان، أُزيلت علامة التوثيق القديمة للقوة شبه العسكرية الرئيسية في البلاد، وهي قوات الدعم السريع. وتظاهر حساب مزيف يمتلك علامة التوثيق الزرقاء بأنّه ملك للجماعة المسلحة وزعم زيفًا وفاة قائد القوات محمد دقلو. وتلقى هذا المنشور 1.7 مليون مشاهدة خلال فترة زمنية قصيرة، وتم حذف الحساب المزيف فيما بعد.
وفي مثال آخر، تظاهرت حسابات وهمية عديدة بأنّها القناة التلفزيونية الإخبارية والترفيهية الكينية Citizen TV Kenya، ونشرت معلومات كاذبة. وزعم أحد الحسابات الوهمية – والذي تم إيقافه فيما بعد – أنّه تم إعلان وفاة دكتور إس كيه ماتشاريا، مؤسس ورئيس شركة Royal Media Services – المالكة للقناة التليفزيونية – وانتشر المنشور حتى فضحت القناة زيفه على إكس وفيسبوك.
وقال الصحفي في الصحيفة النيجيرية PUNCH، ألفريد أولوفيمي: “تعمل خوارزمية إكس من خلال إعطاء أولوية للأشخاص الممتلكين لـ X Premium، بحيث تكون على رأس الأمور، وعندما تكتب تعليقًا أو تغريدة تميل لتكون على مرأى من أنظار الناس”.
ومع مواجهة الصحفيين للمزيد من المعلومات المزيفة على إكس، من الضروري أن يتخذوا احتياطات إضافية بشأن ما يشاركونه. وقالت مدققة المعلومات في Dubawa، لويس أوجبيدي، إنّه “ينبغي على الصحفيين تجنب الانخراط في النشاط ونشر تحيزاتهم لأنّ ذلك قد يُزعزع مصداقيتهم التي تُعد ذات قيمة أساسية”.
وحثت أوجبيدي الصحفيين على “التحقق من معلوماتهم قبل مشاركتها”؛ للحفاظ على ثقة المستخدمين الآخرين وتجنب نشر المعلومات الخاطئة. وأوضحت أوجبيدي: “يشارك الناس التغريدات لأنهم يشعرون أنّ المعلومات الواردة في التغريدة صحيحة”، مضيفةً: “ومن الطرق التي يمكن من خلالها التحقق من ذلك هو أن يعرف الصحفيون مصدر المعلومات وأن يكون لديهم شبكات يمكنهم من خلالها الحصول على المعلومات، مثل Africa Fact Network، وهي شبكة لمنظمات تدقيق المعلومات في إفريقيا”.
وأشارت نائبة مدير برنامج الصحافة بمركز الإبداع والتطوير الصحفي، بوسولا أجيبولا، إلى أنّه بإمكان الصحفيين أيضًا استخدام أدوات مثل Spoonbill، وPiple.com، وAI Detector، وغيرها للتحقق من صحة المعلومات على إكس.
وأوضحت أجيبولا أنّه “يُمكن لهذه الأدوات المساعدة في تحديد معلومات بعينها ينشرها مستخدمو إكس، وتساعد في أغلب الأحيان في فضح من يقف وراء هذه التغريدات ومدى صحة الحساب”، مختتمة “والأكثر فائدة هو معرفة موقع وتاريخ إنشاء الحسابات للمساعدة في تحديد ما إذا كانت حسابات ساخرة أو موثوقًا فيها”.
المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين