أخر الأخبار

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: استهداف صحافيي غزة جريمة حرب

أكّد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنّ استهداف الصحافيين الفلسطينيين يأتي في سياق “الاستفراد بالضحية، وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة”، وذلك في أعقاب تزايد استهداف الصحافيين وارتفاع أعدد الشهداء منهم.

الأحد الماضي، قتلت طائرات حربية إسرائيلية بصاروخ مصور قناة الجزيرة وسط قطاع غزة أحمد بكر اللوح. وقبل ذلك بيوم، قتلت قوات الاحتلال الصحافي ومراسل قناة المشهد الفضائية محمد بعلوشة باستهداف في حيّ الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة. وبالقرب من مكان استشهاده في 12 ديسمبر/كانون الأول الحالي، استشهدت الصحافية إيمان الشنطي من قناة الأقصى وأطفالها الثلاثة وزوجها.

وشدد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في بيان نشره أمس الاثنين، على أن الصحافيين يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، شأنهم في ذلك شأن المدنيين. فوفقًا للمادة 79 من البروتوكول الأول الملحق لاتفاقيات جنيف الأربع، والتي وصلت لمستوى القانون العرفي الدولي، “يعد الصحافيون الذين يباشرون مهمات مهنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ضمن نطاق الفقرة الأولى من المادة 50”. كما يتمتع هؤلاء بحماية القانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصاً العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي صادقت عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي، وترفض الاعتراف بانطباقه على سكان الإقليم المحتل، تماماً كما تنكر انطباق القانون الإنساني الدولي عليهم.

وقال مدير المركز المحامي راجي الصوراني، في البيان، إنّ “إسرائيل تسعى عبر قتل الصحافيين إلى محاولة طمس الحقائق بسبب دورهم في بث جريمة الإبادة الجماعية مباشرة على الهواء ونقل الصورة حية للعالم”. وأضاف: “إسرائيل هي العدو الأول للصحافة في العالم، وهي لا تريد أن يرى العالم الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تمنع الطواقم الصحافية الدولية من الوصول إلى غزة وتغطية حرب الإبادة، وكل ذلك في إطار عملية شاملة تمارس فيها الإبادة الجماعية ومجموعة جرائم دولية أخرى تحاول من خلالها ترسيخ نكبة ثانية ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام”.

ولفت المركز الحقوقي إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي “لا يزال يمعن في اتباع سياسة ممنهجة للقضاء على الصحافة في قطاع غزة، كجزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية، من خلال الاستهداف المباشر وعدم إعطاء أي اعتبار للشارة الصحافية”، علماً أن هناك صحافيين قتلوا خلال ارتدائهم زي الصحافة المميز، ويباشرون أعمالهم، وفي مكان معروف لقوات الاحتلال.
وطالب المجتمع الدولي بإدانة استهداف العاملين بالصحافة علناً، والضغط على دولة الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل من دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بمن فيهم الصحافيات والصحافيون في قطاع غزة.

ولفت كذلك إلى أنّ القتل العمد للصحافيين “يعد جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وفقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة. كما يعد حرماناً تعسفياً من الحياة، وفقًا للمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويستوجب مساءلة مرتكبيه”. كما يعد استهداف الصحافة “اعتداء على الحق في حرية الصحافة وحرية التعبير المكفولة وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصاً المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.

ارتفع عدد الشهداء من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة إلى 196 وفق توثيق المكتب الإعلامي الحكومي ومنظمات فلسطينية أخرى، ومن بين الشهداء عشرون صحافية، والعدد الأكبر هو للصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال مع عائلاتهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى