ورقة علمية تكشف التحيز الإعلامي الغربي خلال الحرب الإسرائيلية على غزة وتدعو لمواجهته
غزة
أصدر مركز الدراسات السياسية والتنموية ورقة حقائق شاملة تحت عنوان “التناول الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة: بين التحيز الإعلامي والتأثيرات السياسية والثقافية”، تكشف عن الدور الكبير للإعلام الغربي في تعزيز الرواية الإسرائيلية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023.
وتناولت تحليلاً معمقاً لكيفية تغييب الرواية الفلسطينية عن المشهد الإعلامي الدولي، مقابل تضخيم صورة الكيان الإسرائيلي كضحية، حيث أشارت إلى استثمار وسائل الإعلام الغربية موارد مالية وبشرية غير مسبوقة لدعم السردية الإسرائيلية، مع تجاهل واضح للجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة.
انحياز ممنهج
وأوضحت الورقة أن الإعلام الغربي اعتمد على أساليب متحيزة، بدءًا من اللغة والمصطلحات المستخدمة، مثل وصف المقاومة الفلسطينية بـ”الإرهاب”، مقابل تصوير العدوان الإسرائيلي كـ”دفاع عن النفس”، وصولاً إلى الصور والمحتوى البصري الذي ركز على معاناة الإسرائيليين وتجاهل الدمار الكبير الذي خلفه العدوان في غزة.
كما استعرضت الورقة أمثلة على الأخبار المضللة التي روجت لها وسائل الإعلام الغربية، مثل الادعاءات غير الموثقة حول “قتل الأطفال”، والتي ثبت لاحقًا عدم صحتها، مما يبرز غياب المهنية والتزام المعايير الأخلاقية في هذه التغطيات.
دور الإعلام الرقمي
في المقابل، سلطت الورقة الضوء على الجهود التي تبذلها وسائل الإعلام العربية لتفنيد الرواية الإسرائيلية ونقل معاناة الفلسطينيين. وأشادت بدور الإعلام الرقمي في مواجهة التحيز الغربي، من خلال حملات توعوية على منصات التواصل الاجتماعي مثل وسم #FreePalestine، والذي ساهم في إيصال الصوت الفلسطيني إلى جماهير عالمية واسعة.
ومع ذلك، أشارت الورقة إلى التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي، بما في ذلك الحظر المتكرر للمحتوى الداعم لفلسطين من قبل منصات كبرى مثل “ميتا” و”إكس”، وحذف الحسابات المؤثرة التي تتناول الانتهاكات الإسرائيلية.
الأبعاد السياسية والثقافية
وأكد التقرير أن الانحياز الإعلامي الغربي ليس منفصلًا عن السياق السياسي والثقافي الأوسع، حيث ترتبط السردية الإعلامية بعلاقات استراتيجية بين الكيان الإسرائيلي والدول الغربية، إلى جانب الصور النمطية السلبية تجاه العرب والمسلمين في الثقافة الغربية.
كما أوضح أن الإعلام الغربي يتجاهل السياقات التاريخية للصراع، متعمدًا تغييب الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي والحصار المفروض على قطاع غزة، مما يعزز صورة نمطية غير عادلة للفلسطينيين كمعتدين وليس كضحايا للاحتلال.
دعم السردية الفلسطينية
واختتمت الورقة بتوصيات عملية لتعزيز الرواية الفلسطينية في الإعلام الدولي، أبرزها:
تطوير منصات إعلامية متعددة اللغات تستهدف الجمهور الغربي وتنقل صوت القضية الفلسطينية بموضوعية ومهنية.
وتعزيز الإعلام الرقمي من خلال حملات توعوية عالمية وتعاون مع مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي.
وبناء شراكات إعلامية مع صحفيين مستقلين ومنظمات حقوقية لإنتاج تقارير محايدة تكشف الجرائم الإسرائيلية.
وتوظيف الخطاب الإنساني المهني الذي يركز على العدالة وحقوق الإنسان لكسب تعاطف الجماهير الغربية.
رسالة المركز
وأكد مركز الدراسات السياسية والتنموية أن هذه الورقة تأتي في إطار جهوده لتعزيز فهم أكثر توازنًا للقضية الفلسطينية، والدفع نحو إعلام عالمي أكثر موضوعية وعدلاً. ودعا المركز كافة المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية إلى تبني مقاربة مهنية وإنسانية في تغطية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بما يساهم في تحقيق العدالة ونقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم بصدق وشفافية.