أخر الأخبار

الداخلة.. صحفي فلسطيني ينقل معاناة غزة ويكشف نسب صور القطاع للصحراء المغربية

نالت القضية الفلسطينية حيزا من النقاش بالداخلة، على هامش ندوة علمية دولية حول خلال اللقاء الدولي حول التكامل بين إعلام الجودة والتربية على الإعلام، حيث تم نقل معاناة الفلسطينيين جراء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، المرفوقة بتضليل إعلامي كبير، مع كشف نسب صور من القطاع إلى الصحراء المغربية.

وشهدت أشغال الندوة الدولية، المنظم من طرف اللجنة المؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر، إقامة دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء الصحافيين الذين قضوا خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وتطرق الصحفي الفلسطيني محمد مهنا، لموضوع “التضليل الإعلامي واستخدامه في الحرب الأخيرة على غزة”، مبرزا أن الصراع في غزة طويل ومعقد، غير أن الحرب الأخيرة تحاوزت كل الحدود، خاصة مع استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.

ولفت إلى أن التضليل الإعلامي خلال ههذ الحرب لا يصدر فقط عن وسائل الإعلام أو برامج ذكاء اصطناعي، بل يقوده بالأساس مسؤولون سياسيون إسرائيليون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي ينشر معلومات مضللة أمام وسائل الإعلام. وهذه المغالطات أثّرت بشكل سلبي على مسار الصراع.
وبتأثر شديد، نقل مهنا الوضع المأسوي بغزة، مفيدا “كل أفراد عائلتي في غزة، وقد فقدت خلال الأسابيع الماضية 16 فردًا من أقاربي”، موردا “الكذب والتضليل مستمران، والواقع على الأرض مختلف تمامًا عما يُنقل في الإعلام”.

وأورد أنه “لا توجد صورة أوضح من غزة لإثبات أن الإعلام متحيز للقوي، ويخدم مصالح شخصية وإقليمية. لا أحد يسلّط الضوء على مشكلة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة، أو على سياسة التجويع ومخطط التهجير القسري لأهل القطاع”.

وأضاف “نحن الآن في عامنا الثاني من الحصار والحرب، في وقت يُحتجز فيه أكثر من مليوني إنسان في مساحة لا تتجاوز 15% من مساحة القطاع. وشرعوا بتدمير ممنهج لكل ما هو موجود من مبانٍ، ومستشفيات ومدارس، وبنى تحتية، وكل مقدرات الشعب الفلسطيني”.

ولفت إلى أنه “كان من المفترض أن يكون دور الإعلام تسليط الضوء على هذه المآسي، لكن أكثر ما صدمني هو أن أول من غادر غزة كانت وكالات الأنباء العالمية”، موردا أن المؤسسات الدولية التي خلقت لحماية الأبرياء، شاركت في عملية التهجير، إذ أصبحت تقدم المساعدات للسكان مع دعوتهم، بأمر من الجيش الإسرائيلي، إلى التوجه جنوبًا للحصول على الدواء والطعام، مما يخدم مخطط الإخلاء، بدل حمايتهم بالمناطق التي يوجدون بها.

وأبرز أن مختلف وسائل الإعلام العالمي والعربي والدولي تخلى عن تغطية ما يجري داخل القطاع، وانتقل إلى مصر والأردن وتركيا لتغطية الصراع عن بعد.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من 250 صحفيًا فلسطينيًا منذ بداية الحرب، وترفض السماح بدخول أي صحفي دولي أو عربي إلى غزة لتغطية الأحداث.
وأكد أن “معظم وسائل الإعلام، وخاصة وكالات الأنباء العالمية، التي أُنشئت بشعارات مثل “إظهار الحقيقة”، تبين أنها شعارات زائفة لأنها في الواقع تسعى فقط إلى الربح والمصالح فقط.

نسب صور غزة للصحراء المغربية

وأضاف الصحفي الفلسطيني نفسه: “لي تجربة شخصية مع التضليل الإعلامي في المغرب سنة 2005، حين رأيت صورًا سبق أن التقطتها بقطاع غزة تنشرها وكالة “الباييس” الإسبانية زاعمة أنها تُظهر أطفالًا من الصحراء المغربية وتدّعي أنهم ضحايا قصف من طرف الحكومة المغربية، مضيفا “لحسن الحظ، كنت أملك تسجيلًا مدته 25 دقيقة يُظهر هؤلاء الأطفال منذ لحظة إصابتهم إلى وصولهم إلى المستشفى، وبقيت لي علاقة شبه شخصية مع عائلة أحد الأطفال”.

وتابع “كنت أعمل حينها في وكالة رويترز، واتصلت بمديري لأخبره باستغلال الصور من طرف الباييس. كنت أعتقد أن ذلك حدث عن طريق الخطأ، لكن المدير أجابني بعد أن استغرق وقتا طويلا حرفيًا: “نحن وكالة أنباء كبرى ولدينا مصالح مشتركة، ولا نريد خلق صراع بين الوكالتين لأننا سنخسر الكثير من المال”.

واستنتج “منذ ذلك الحين، أدركت أنه لا وجود للنزاهة أو المهنية في الإعلام، بل فقط للمصالح ووجدت لصناعة المال والربح لا غير”، مضيفا “اتصلت بصديق لي في المغرب وقلت له أريد مقاضاة الباييس وإظهار الحقيقة، وهو ما حدث فعلًا، وتواصلت مع العائلة التي زُعم أن أطفالها قُتلوا، والذين مازالوا على قيد الحياة إلى الآن بالمناسبة، وسافرنا إلى إسبانيا ورفعنا دعوى قضائية وربحناها، لأن الأدلة كانت واضحة وقاطعة. لكن هذا لم يغيّر الكثير”.

وتابع المشكلة الكبرى هي أن وكالات الأنباء العالمية تتعامل مع أكثر من 270 قناة تلفزيونية وجريدة، وإذا نُشر خبر كاذب فقد يصل إلى أكثر من 200 مليون شخص في يوم واحد، وإن اقتنع مليون شخص فقط، فهذا يُعد إنجازًا كبيرًا بالنسبة لهم.

وسجل مهنا “هناك ازدواجية صارخة في المعايير بين غزة وأوكرانيا؛ نحن يُصوروننا كبدائيين بأسنان كبيرة وأظافر ومتوحشين وإرهابيين، كما يصورهم نتنياهو، بينما يُقدَّم الأوكرانيون على أنهم شعب آخر “بشرة بيضاء وعيون ملونة”، مما يكشف حجم التحيز والعنصرية في التغطية الإعلامية الدولية.

إسرائيل الإبادة الجماعية التضليل الإعلامي الصحراء المغربية القضية الفلسطينية المغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى