نظّم عدد من الصحفيين الإيطاليين، الأحد، تجمعًا مفاجئًا (flash mob) في ساحة بورتا سان جيوفاني في روما، تزامنًا مع احتفالات عيد “كوربوس دوميني”، وذلك تنديدًا بمجزرة الصحفيين في الشرق الأوسط، وخاصة في قطاع غزة.
المشاركون في الحراك، وهم من مجموعة “العاملين والعاملات في مجال الإعلام من أجل غزة”، كمّموا أفواههم بشريط يحمل كلمة “صحافة” يتوسطها خط متقاطع، ورفعوا صورًا لعشرات الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ 7 أكتوبر، بينما عُلّقت لافتة ضخمة تحمل أسماءهم. ووفقًا للبيانات، فقد قُتل 237 صحفيًا في غزة، و4 في إسرائيل، و11 بين لبنان وسوريا.
المجموعة، التي تضم أكثر من 260 صحفيًا ومصورًا ومُنتج فيديو، كانت قد طالبت هيئات التحرير الإيطالية سابقًا باتخاذ موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة، واقترحت تخصيص أجر يوم عمل لدعم الزملاء الفلسطينيين. وقد تبنت المبادرة عدة مؤسسات منها فروع تلفزيون “راي”، وصحيفتا “إيل فاتو كوتيديانو” و”فان بيج”.
واختار منظمو التجمع موقع الاحتفال الكنسي ليس من منطلق ديني، بل تقديرًا لموقف الكنيسة التي أظهرت، حسب قولهم، تعاطفًا أكبر من مؤسسات رسمية عديدة في إدانة المجازر في غزة منذ بدء الحرب.
وأكّد المشاركون في بيانهم أن “غزة لم تعد موجودة”، واعتبروا أن ما يجري هو “إبادة جماعية”، مشيرين إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا يعد الأعلى في التاريخ، حتى مقارنة بالنزاعات الكبرى في القرن العشرين.
كما رفضوا الرواية التي تبدأ الأحداث من 7 أكتوبر، دون اعتبار للسياق التاريخي للنزاع، ونددوا باستخدام مصطلح “معاداة السامية” لتكميم الأفواه، مطالبين بحرية استخدام تعبير “إبادة جماعية” في وصف ما يجري في غزة والضفة الغربية.
وطالبت المجموعة باحترام القانون الدولي ووقف القصف، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتوفير المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة، كما دعت إيطاليا والاتحاد الأوروبي للتحرك من أجل إنهاء الإبادة المستمرة، ومطالبة إسرائيل بالسماح للصحافة الدولية بدخول غزة.
وفي ختام البيان، توجه الصحفيون برسالة إلى زملائهم الفلسطينيين جاء فيها: “سنكون ممتنين لكم إلى الأبد على التضحيات الجسيمة التي قدمتموها، وسنعمل جاهدين لضمان ألا تذهب هذه التضحيات سدى”.
