حسن اصليح، زميل خلوق وهادئ، صحفي شق طريقه بالمثابرة حتى صار اسمًا لامعًا في سماء غزة. اسمه ارتبط بالحقيقة، بحضوره الطيب وصدقه المهني، لم يترك حدثًا إلا وكان فيه، ناقلًا وجع الناس وظلم الاحتلال، لا يعرف النوم ولا الغياب، دائمًا في الميدان.
لم يتخيل يومًا أن يُدرج اسمه كمطلوب لدى المحتل، لا لذنب ارتكبه، بل لأنه مارس مهنته بشرف، وغطّى الحقيقة التي تؤلمهم. يوم السابع من أكتوبر، شأنه شأن أي صحفي، هبّ لتغطية الحدث ، فكان ذلك كافيًا ليُصنّف ضمن “قائمة المطلوبين” لدى الاحتلال الإسرائيلي، لأنه ببساطة كان هناك، ينقل الصورة ومايحدث على الأرض .
وفي المقابل، يدخل صحفيو الاحتلال برفقة جنودهم، يوثقون الجرائم والمجازر ضد اهل غزة ويشاركون دون خوف أو محاسبة، يُسمح لهم بما يُحرّم علينا. فأي ظلم هذا؟ وأي معايير تلك التي تشرعن الجريمة وتجرّم الحقيقة؟
واليوم، 13 مايو 2025، بعد الثالثة فجرًا، لن ينسى الصحفيون هذا اليوم وتلك الساعة، فقد كانت كالفاجعة. طائرة مفخخة أُرسلت لاستهداف غرفة كان يتواجد فيها حسن، وهو مصابٌ أصلًا من قصف سابق استهدف خيمة الصحفيين داخل مجمع ناصر الطبي. في المرة الأولى، أصيب بجراح وهو يواصل عمله رغم الألم، وفي المرة الثانية، ارتقى شهيدًا، تاركًا خلفه كاميرته وحكاياته ووجعه، شاهدًا حيًّا على جريمة لا تُنسى.
نشهد ياصديقي انهم اغتالوك مرتين ..
الفردوس الأعلى ..