أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في غزة، محمد ياسين، أن منع الاحتلال “الإسرائيلي” دخول وسائل الإعلام الدولية إلى قطاع غزة يأتي في إطار سعيه لإخفاء جرائم الحرب التي يرتكبها بحق المدنيين، ولتفادي توثيقها من قبل جهات محايدة يمكن أن تشكل شهادتها أدلة إدانة أمام المحاكم الدولية.
وأوضح ياسين في تصريح خاص لوكالة “شهاب”، أن الاحتلال يخشى من أن تنقل عدسات الصحفيين الأجانب مشاهد الدمار والمجازر التي طالت المدنيين، والمرافق الطبية، وفرق الإسعاف، والدفاع المدني، وحتى أفراد الشرطة، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف.
وأشار إلى أن الاحتلال يتعمد التشكيك في مصداقية التغطية الصحفية الفلسطينية بحجة أن الصحفيين المحليين “أصحاب قضية”، في حين يصعب التشكيك في رواية الإعلام الأجنبي المستقل، الأمر الذي يفسر إصرار “إسرائيل” على منع دخول الصحافة الدولية.
ولفت ياسين إلى أن دخول الإعلام الدولي سيساهم في فضح الاحتلال بشكل أوسع، خاصة في الأوساط الأوروبية والغربية، مما قد يؤدي إلى تراجع الدعم الشعبي والسياسي له، كما بدأت ملامح ذلك تظهر بالفعل في مواقف دول مثل بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، التي طالبت بوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة.
وأكد أن دور الصحافة الأجنبية لا يلغي التضحيات الكبيرة التي قدمها الصحفيون الفلسطينيون في توثيق معاناة الشعب، لكنه يضع مزيدًا من القيود أمام الاحتلال في استهداف الإعلاميين، خصوصًا مع تزايد حالات استشهاد الصحفيين خلال الحرب المستمرة.
وختم ياسين بالتأكيد على أن حضور الإعلام الأجنبي في غزة اليوم لم يعد مجرد مطلب مهني، بل ضرورة إنسانية وأخلاقية لنقل الحقيقة وكسر الحصار الإعلامي المفروض على القطاع.
المصدر : شهاب
