الرسالة نت-أمل حبيب
ثلاثون يومًا لم تشفع له أناته، وتدهور حالته الصحية، في حين وصل صوت زوجته الجميع، صرخت تطالب بحريته، إلا أن تلك الصرخات صدتها جدران معتقل الوقائي في نابلس!
ذاك الجسد لم يعد يقوى على الحركة، بدى لها هزيلًا أثناء جلسة محاكمته الأخيرة، شحوب الوجه وهالات سوداء أسفل العينين، وصوت كحة لم تغب عن بال رشا السايح التي خرجت لتطالب بالإفراج عن زوجها الصحفي عبد الرحمن الظاهر!
بتهمة “ذم السلطات العامة” تعتقل السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية الصحفي والفنان الظاهر لليوم الـ 36 على التوالي، وسط أخبار غير مطمئنة عن صحته!
إطار صورة!
“لا لتكميم الأفواه” ذيل هذا الرفض لتقييد حريات الصحفيين لعشرات المرات أسفل صور المعتقلين، لا شيء يتغير، إلا أن الوجوه تختلف، وهذه المرة كان وجه عبد الرحمن داخل إطار الصورة!
خرج صوت رشا وصورتها للعالم حيث حملت السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن حياة زوجها بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة اعتقاله المستمر، وتعرضه للإهمال الطبي، حيث لم يتلق العلاج المناسب سوى مرة واحدة!
التهاب رئوي حاد، ونوبات سعال، ونزيف دموي، هي حالة عبد الرحمن الصحية حاليًا، المعتقل في زنزانة بظروف غير صحية!
زوجته التي وصلنا قلقها وارهاقها النفسي وأطفالها، بعد تمديد المحكمة توقيف عبد الرحمن لخمسة أيام أخرى على ذمة التحقيق، لم تكلف السلطة نفسها عناء الرد عليها، أو طمأنتها، أو حتى مجرد التوضيح!
أنقذوا ظاهر!
“حرية ظاهر حريتنا”، يؤكد أصدقاء المخرج ذلك عبر طرقاتهم على مفاتيح أجهزة الحاسوب، يغردون على هذا الوسم، وعلى آخر باسم “أنقذوا ظاهر”، يحملون صورًا له، ينادون بحرية سقفها السماء، لا مجيب حتى هذه اللحظة!
توقفت صفحة الفنان عبد الرحمن عن نشر المنشورات بشكل يومي، غاب عنها، تغيب حروفه، وآخر منشور تسبب له باعتقال تعسفي تحدث فيه عن التطبيع مع الاحتلال، اعتقالٌ كان امتهانًا لحريته وحقه في التعبير معًا!
عدد كبير من النشطاء استفزهم فعل نقابة الصحفيين الفلسطينيين وتنصلها من إدانة أو استنكار اعتقاله بادعائها أنه فنان وليس صحفي، رغم عمله لعشر سنوات في مجال الإعلام!
وعلى ما يبدو بات صديقهم ضحية لانعدام الحريات في بلده، وضحية مرة أخرى للانتقائية في الدفاع عن هذه الحريات!
رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس تضامن مع الفنان عبد الرحمن عبر حسابه الشخصي على الفيس بوك، حيث أرفق صورة للمعتقل وكتب أعلاها مستهجنًا “مر أكثر من شهر على اعتقال الفنان والمخرج الفلسطيني في مدينة نابلس بسبب منشور على فيس بوك، في الوقت المفترض نكون أكثر وحدة لنواجه موجة التطبيع مع الاحتلال، بيعتقلوا شخص بسبب تعبيره عن رأيه!”
* صباح الخير عبد الرحمن!
صباحات خاصة وأخرى كرسائل تُهدى في المساء للمعتقل عبد الرحمن من زميله المراسل في وكالة وفا رامي سمارة، لم يمل رامي من فعل ذلك بشكل يومي، حتى أن الصباح في صفحته على الفيس بوك بات حصريًا لعبد الرحمن فقط!
ليس بعيدًا عن تلك الصباحات وأمنيات بالحرية لعبد الرحمن قال الكاتب الصحفي خالد سليم عبر منشور على حسابه الشخصي عبر منصة فيس بوك “مازالت السلطة تتعامل مع مفهوم حرية الرأي بمنطق أمني اندثر في عالم الفضاء المفتوح، ولا يتوافق مع التصريحات التي يصدع بها رؤوسنا المسؤولون بلا توقف، عن حرية سقفها السماء!”
” سقفها السماء!” أعادتنا هذه الجملة ونحن نتابع حالة اعتقال الظاهر منذ 17 أغسطس الماضي، إلى ذاك المشهد أمام مقر مجلس الوزراء في مدينة رام الله حيث وقف زملاء الصحفي مطلع سبتمبر الحالي لمطالبة رئيس حكومة رام الله محمد اشتية بالتدخل للإفراج عنه، رفعوا لافتات في وجه الشمس كتبوا عليها “الحرية سقفها السجن”!