غزة/ وحدة الإعلام:
عقد مركز الدراسات السياسية والتنموية ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين ورشة عمل بعنوان “انحياز الإعلام الأمريكي ضد الفلسطينيين”، حيث شارك فيها كل من د. مشير عامر رئيس مركز الدراسات والمختص بالإعلام الدولي، وأ. هبة سكيك أمين سر المنتدى وأ. محمد ياسين مدير المنتدى وعدد من الإعلاميين والباحثين والمختصين.
وجرى استعراض ملخصٍ لورقة بحثية أعدتها الباحثة د. مها نصّار بعنوان “وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث كثيرًا عن الفلسطينيين لكن بدون فلسطينيين”، حيث بين صابر عليان من مركز الدراسات السياسية والتنموية كيف أن وسائل الإعلام الأمريكية كنيويورك تايمز وواشنطن بوست قد نشرت مئات المقالات عن القضية الفلسطينية لكن نسبة قليلة جدًا من هذه المقالات كتبها فلسطينيون، “وبالتالي فهي لا تتبنى وجهة النظر الفلسطينية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر”
تبني الرواية الإسرائيلية
بدوره قال الدكتور مشير عامر أن الإعلام الأمريكي دائمًا ما يصّور الفلسطينيين على أنهم إرهابيين، بالإشارة إليهم بالعنف وأن كافة الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحقهم تُصور على أنها ردة فعل إسرائيلية بعد هجوم أو اعتداء فلسطيني، مستعرضًا تاريخ تغطية الإعلام الامريكي للقضية الفلسطينية وانحيازه الكامل للرواية الإسرائيلية، وإغلاق عينيه أمام الحقيقة، بالإضافة إلى غياب تقارير المؤسسات الحقوقية ومؤسسات حقوق الإنسان التي توثق هذه الجرائم عن المقالات والتقارير التي تنشرها هذه الصحف وقال عامر أن ” التغطية الإعلامية والإخبارية الأمريكية للقضية الفلسطينية دائمًا تفتقر للسياق التاريخي الذي بواسطته يمكن للقارىء والمتابع والمجتمع أن يفهم حقيقة الأحداث، بالإضافة إلى المساحة الكبيرة التي يشغلها الكتاب والإعلاميين الإسرائيليين في هذه الصحف.
وعن توصياته لمواجهة هذا الانحياز أكد عامر على ضرورة تكثيف العمل الإعلامي الفلسطيني عبر وسائل الإعلام البديل والاجتماعي ووسائل الإعلام والمواقع الإخبارية المؤيدة للقضية الفلسطينية، وتوسيع العمل الإعلامي الفلسطيني ليشمل مناطق جديدة كالعالم العربي والإسلامي وجنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية التي من الممكن أن تشكل رأيًا ضاغطًا للمجتمعات سواء الخاصة بها أو الأخرى.
الحاجة إلى ناطقين وكُتاب وإعلاميين
بدورها قالت سكيك عن أهمية وجود رواية فلسطينية قوية تنادي بالحق الفلسطيني وتوصل الرسالة الفلسطينية الحقيقية، مشيرةً أن هناك عدد من الكتاب والإعلاميين في المواقع والصحف الغربية والأمريكية لكن لا يتم الاعتماد عليهم كمصدر للمعلومات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حتى على صعيد التغطية الإعلامية الإنسانية والتي تعتبرها إسرائيل خطرًا يهدد صورتها أمام العالم.
وأوصت بضرورة تأهيل وتدريب كوادر فلسطينية ناطقة باللغة الإنجليزية قادرة على مواجهة الرواية الإسرائيلية، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات لدعم القضية الفلسطينية دوليًا والتي تشجع الإعلام الدولي على تغطيتها والحديث عنها.
من جانبه، تساءل ياسين عن دور السفارات الفلسطينية في إيصال الرواية الفلسطينية، مؤكداً وجود تقصير كبير في هذا المجال، مشدداً على ضرورة تدشين أقسام للإعلام الأجنبي في الجامعات الفلسطينية، وقال: “ينبغي أن تنتهي العشوائية في هذا الأمر، ويجدر العمل بشكل ممنهج ومأسسة الخطاب الفلسطيني الموجه للغرب ودعم الكوادر ذات الإمكانيات في هذا المجال وعدم الركون إلى العمل الفردي”
وفي ختام اللقاء اتفق المشاركون والمنظمون للندوة على تنظيم سلسلة من هذه الندوات المتعلقة بمعالجة ضعف الرواية الفلسطينية دوليًا وأمريكيًا والعمل على إيصالها لكافة الاطراف المعنية الرسمية منها وغير الرسمية.