غزة/ وحدة الإعلام:
قال د. صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنّ حركته لم ولن تكن جزءًا من أي خلافات فتحاوية داخلية، “فلسنا من خلق الانفصال والانقسام في فتح، والخلاف بينهم تخصّهم ذاتيا”.
جاء ذلك في لقاء نظمه منتدى الإعلاميين ، تحت عنوان “آخر مستجدات المشهد السياسي”، الثلاثاء، في مقر المنتدى بغزة.
وأكدّ البردويل أنّ : “حركة حماس لا يمكن أن تستغل أي خلاف فتحاوي داخلي، خاصة وأن جميع الأطراف الفتحاوية لديها ذات البرنامج السياسي والرؤية المشتركة”.
وأوضح أن حركته لا يمكن أن تحاسب لفتحها قطاع غزة للجميع، “وناصر القدوة ستشاهدونه في غزة قريبا، وسنعمل ونوفر كل أجواء الأمان له، رغم موقفه المعلن من رفض الشراكة مع حماس”.
ورأى أن الخلافات فتحاوية ليست على برامج سياسية أو وطنية، بقدر خلافات داخلية مرتبطة بطبيعة الوضع الداخلي، وهذا لا يدفع حماس بحال من الأحوال اللعب في ساحة الخلاف الفتحاوي.
وحول عودة عناصر القيادي المفصول من فتح محمد دحلان لغزة، أجاب: “أن هذه العودة ناتجة عن مشوار طويل من المصالحة الاجتماعية التي نجحت في ردم كثير من الدموم، ويحسب لحماس أنها انهت خلافات عميقة جدا كان يمكن أن تفجر النسيج الاجتماعي لعقود”.
وأكدّ أن عودة قيادات محسوبة على دحلان لا يعني وجود وحدة برنامج سياسي معه، “فبرنامجه وكذلك ناصر القدوة مختلفان مع حماس، مع ذلك الحركة لا يمكن أن تمنع أحدا من وطنه، بعد انهاء قضيته قانونيا وأمنيا”.
وذكر أن أي اتهامات من السلطة لفريق دحلان أمر لا يؤثر على هذا المسار، خاصة وأنه لا يوجد قضايا ضد دحلان في قضاء غزة، كما أنه لا يوجد أي تنسيق مع السلطة.
ورغم ذلك، أكدّ وجود اتصالات يومية بين حركته وفتح، “وعالجت عديد القضايا خلالها، وصولا لاطلاق جولات حوار مختلفة آخرها اللقاءات التي تعقد في هذه الأيام بالقاهرة”.
وأعرب عن أمله أن تؤدي هذه الاتصالات لوضع الأساس الصحيح للانطلاق في تفاصيل العملية الانتخابية المرتبطة بمنظمة التحرير، بما يؤدي الى إعادة بنائها بشكل وطني ديمقراطي.
وأوضح أن لقاءات القاهرة ستناقش آليات الانتخابات التشريعية من جهة،وانتخابات المجلس الوطني من ناحية ثانية.
في ضوء ذلك، عرج البردويل على موقف حركته من تحالفات الانتخابات التشريعية والرئاسية، مشيرا إلى حرص حركته لتشكيل قائمة وطنية موحدة مع كل الفصائل والقوى، “وفي حال تعذر ذلك سندخل في قائمة حمساوية محضة”.
وأكدّ البردويل أن حركته لن تتجه لدعم مروان البرغوثي أو محمود عباس، “حماس لن تدخل في هذه الحسبة بهذا الشكل، وقد تتجه لخيار ثالث ستفصح عنه في حينه”.
وبين أن الحديث عن إمكانية دعم عباس، طرح سابقا ضمن رؤية حركته في لقاءات إسطنبول القيام بتشكيل قائمة وطنية موحدة.
وكشف عن تفاصيل الاتفاق المقترح في حينه، “إبقاء عباس رئيسا مقابل حدوث نوع من الوحدة في القوائم بشرط أن تكون منظمة التحرير هي عنوان الشراكة والبرنامج السياسي الموحد على رأس كل أولويات المرحلة”.
وأوضح أن حركته تؤمن بأن الانتخابات ليست وصفة سحرية؛ “لكن كان لا بد أن تكون مدخلا لحوار وكسر الحواجز”.
وأضاف: “لم ندر ظهرنا لعملية المصالحة في وقت سابق، رغم مفاجأة حماس تنصل السلطة من قرارات لقاء الأمناء العامين”.
وذكر أن حركته تجاوزت الجراح وقدمت “تنازلات كبيرة جدا ايمانا منها بضرورة حل الخلافات ضمن مفهوم الرزمة الواحدة، لكن فتح أصرت على تجزئة الخلافات وذهبت باتجاه الانتخابات”.
وتابع: “المفضل لدينا أن يكون رزمة وطنية توافقية، بمشاركة حكماء وقادة شعبنا للخروج”.
وذكر أن هذا المقترح لا يزال مطروحا في اللقاءات بالقاهرة، “أن تعقد الانتخابات بالتزامن للتشريعي والرئاسة والوطني”.
وكشف في سياق ذي صلة، أن الشرطة الفلسطينية بالزي الأزرق ستشرف على حفظ أمن الانتخابات في الضفة وغزة، وهذا متفق عليه بين الحركتين، وفق البردويل.
وتابع: “في اللقاءات الحالية مستعدون ومنفتحون على كل الاحتمالات مع الكل الوطني، وليس فقط بين حماس وفتح، ولن نقبل ابدا تهميش كل القوى والفصائل”.
وذكر أن حركته متجهة برؤية واحدة مفادها “عدم السماح بتفجير اللقاءات”.
وأكدّ أن حركته تحمل الموقف بشكل جيد، “ولديها قرار استراتيجي وليس تكتيكي بانهاء حالة الانقسام وتحقيق الوحدة”.
وبين أن حركته معنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات تضم الكل الفلسطيني وفق برنامج سياسي توافقي “تكون فيه الحكومة جزء من الاتفاق السياسي الحامي لأبناء شعبنا ولديها اهتمام حقيقي في دعم قضية اللجوء”.
** سيناريوهات التأجيل
في ضوء ذلك استبعد إمكانية تأجيل الانتخابات، “لوجود إرادة دولية وأوروبية ضاغطة على اجرائها، إلى جانب قناعة حماس وايمانها بضرورة اجراء الانتخابات ووجود تيار بفتح يؤمن بضرورة اجرائها”.
وذكر أن هناك إرادة دولية تريد اجراء الانتخابات مع بقاء قيادة فتح للحالة الفلسطينية وعدم وجود تيار فلسطيني رافض لعملية التسوية والانتخابات.
وأكدّ أن الانتخابات ستمضي رغم الخلافات الفتحاوية الداخلية “التي تفاقمت في هذه المرة وأظهرت قوائم عديدة”.
وأوضح أن حركته وضعت كل السيناريوهات بشأن شكل المشاركة في العملية الانتخابية.