أثار موقف نقابة الصحفيين الباهت في تعاطيها مع الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون خلال قمع أجهزة أمن السلطة المظاهرات الغاضبة في رام الله احتجاجا على قتل الشهيد نزار بنات، حفيظة الكثير من الصحفيين الذين عبروا عن غضبهم وسخطهم من النقابة.
وأقدم عدد من الصحفيين في الضفة الغربية على تمزيق بطاقات انتسابهم للنقابة، واعتبروها بأنها لا تمثلهم ولم تكن على قدر المسؤولية في الدفاع عنهم وحمايتهم.
استقالات وتمزيق بطاقات
وأعلن الصحفي أحمد البديري استقالته من نقابة الصحفيين، وعلل ذلك بعدة نقاط: أولها أنها تخلت عن دورها النقابي، وثانيها أنها منتهية الشرعية منذ 6 سنوات، وثالثها أنها سُرقت من مقرها الرئيسي في مدينة القدس لتَسلخ في رام الله وتفقد قيمتها ودورها.
وأكد البديري أنه يجب العودة للمقر الرئيسي في العاصمة الحقيقية، معتبرًا أن “إخراج النقابات من القدس كان خطيئة ندفع ثمنها اليوم”.
وقال الصحفي معاذ حامد بعد أن مزّق بطاقته ووضع صورتها على حسابه في “فيسبوك”: “إن نقابة لا تحمي الصحفي الفلسطيني لا يمكن الاستمرار بها”.
وأضاف حامد “طبعا لما السلطة الفلسطينية تشوف بيان هزيل مثل بيان نقابة الصحفيين الفلسطينية يوم أمس على الاعتداء على الصحافة… راح تتمادى أكثر في الاعتداء على الصحفيين”.
وتابع: “إن تخاذل نقابة الصحفيين الفلسطينية هو تسهيل لمهمة القمع وتواطؤ مع الأجهزة الأمنية.. على مجلس النقابة أن يتخذ خطوات فورية وعلى أرض الواقع، إن كان يهتم أصلا بحرية وحماية العمل الصحفي”.
وعلق الصحفي سامر نزال على صورة بطاقة انتسابه وهي ممزقة قائلًا: “ما عاد الها أي لزوم”، فيما قال الصحفي محمود مطر: “إن نقابة متقاعسة عن دورها لا داعي لوجودها”.
بدوره، نشر الصحفي مصعب قفيشة صورة بطاقته ممزقة وعلق عليها قائلًا: “تضامنًا مع زملائي ورفضًا لقمع الصحفيين المستمر منذ يومين و في ظل تقاعس النقابة على حماية الصحفيين”.
من جانبه، اعتبر الصحفي سامي الساعي أن خطوة الصحفيين في التخلي عن نقابتهم جاءت متأخرة. وقال: “خطوة انا اتخذتها من سنه ايام ما النقابة خذلتني وخذلت عشرات الصحفيين الأحرار…. ما عادت تلزم هالنقابة وزميلاتنا بتنضرب بالشارع، نقابة الشخوص وبس”.
صحفيون يطالبون بالحماية
كما تداول صحفيون نصًا طالبوا فيه المؤسسات الحقوقية الدولية بتوفير الحماية لهم. وجاء في النص: “أنا الصحفي الفلسطيني ………..، أطالب الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الحقوقية الدولية توفير كل ما يلزم لحمايتي أثناء عملي الصحفي وفق ما تنص عليه القوانين، حيث أتعرض برفقة زملائي منذ أيام لاعتداء وتضييق ومنع للعمل الصحفي بحرية من قبل الأمن الفلسطيني”.
وكان “التجمع الإعلامي الفلسطيني” نشر بيانًا أمس شدد فيه على ضرورة وقف الانتهاكات التي تطال الصحفيين الفلسطينيين على خلفية الرأي والتعبير، “فيكفي ما يتعرض له الصحفيون من انتهاكات واعتداءات على يد قوات الاحتلال، أفلا يستوجب ذلك وقفًا لما يجري بحقهم على يد الأجهزة الأمنية بالضفة”.
وطالب التجمع، المؤسسات الدولية التي تعنى بالعمل الصحفي التدخل لوضع حد للانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون والنشطاء الفلسطينيون.
كما طالب “منتدى الإعلاميين” نقابة الصحفيين بضرورة التحرك العاجل، وعدم انتظار تنفيذ التهديدات بحق الزميل الريماوي، ومتابعة محاسبة من يقف خلفها لئلا تستباح حرية الرأي والتعبير باعتبارها مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان.
ودعا منتدى الإعلاميين الصحفيين ووسائل الإعلام والنشطاء إلى تسليط الضوء على الاستهداف المتواصل للصحفيين ومحاولة إرهابهم وقمع حريتهم.