خلال ندوة حول سبل تعزيز الرواية الفلسطينية في الإعلام العربي
إعلاميون يوصون بزيادة مساحة تناول القضية الفلسطينية في الإعلام العربي وتطوير المحتوى الإعلامي شكلاً ومضموناً
عواصم/ وحدة الإعلام:
أوصى ممثلو اتحادات دولية ونقابات إعلامية عربية بضرورة زيادة مساحة تناول القضية الفلسطينية في الإعلام العربي، والاهتمام بتطوير المحتوى الإعلامي الخاص بالقضية الفلسطينية شكلاً ومضموناً، وضرورة الاستعانة بصحفيين فلسطينيين كمراسلين لأبرز وسائل الإعلام العربي، فضلاً عن تشكيل فرق شبابية عربية تطوعية لخدمة القضية الفلسطينية عبر مختلف منصات ومواقع التواصل.
وطالبوا بضرورة تفعيل النقل المباشر وزيادة حصته في التناول الإخباري اليومي من خلال زيادة عدد المراسلين من داخل فلسطين المتعاونين مع القنوات العربية، داعين المؤسسات الإعلامية العربية لمراجعة حصة الشأن الفلسطيني لديها، وإعادة ضبط إيقاعه وتطويره بمزيد من العناصر الجاذبة للمشاهدين من حيث الكم والكيف، إضافة لدعوة وفد من الصحفيين العرب لزيارة الأراضي الفلسطينية للاطلاع على معاناة الشعب الفلسطيني، وحث السفارات الفلسطينية في الدول العربية على القيام بدور أكثر فعالية بما يعزز القضية الفلسطينية ويدعمها إعلامياً.
جاء ذلك خلال ندوة إعلامية إلكترونية بعنوان “سبل تعزيز الرواية الفلسطينية في الإعلام العربي” نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بالتعاون مع شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اليوم الخميس 16 يونيو 2022 بمشاركة رئيس الشبكة إبراهيم أوغلو ونقيب الصحفيين الكويتيين د. زهير العباد ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني سلامة معروف ومدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين ونخبة من الإعلاميين والمهتمين بالقضية الفلسطينية من أقطار مختلفة. وأدار الندوة الإعلامي الفلسطيني المقيم في تركيا طارق مصطفى.
تحديات داخلية وخارجية
بدوره، تناول رئيس شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إبراهيم أوغلو التحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية سواء الداخلية أو الخارجية، ومضى يقول: “تحديات الداخل تتمثل بالأنظمة الحالية والتطبيع وإقامة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، فالخطاب الرسمي العربي لم يعد متل السابق في استنكار الأحداث في فلسطين، لاسيما اعتداءات الاحتلال، وهذا للتمهيد للعلاقات الاقتصادية والأمنية مع الاحتلال”.
وبين أن الدول العربية “التي لم تطبع تلتزم الصمت حتى لا تحرج الدول الأخرى المطبعة”، مشيراً إلى غياب التنديد حتى من قبل اتحاد الصحفيين العرب للتطبيع الإعلامي مع الاحتلال، منوهاً إلى السياسات المرتبطة بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص مساندة القضية الفلسطينية، وإشكالية الحظر وإغلاق الحسابات والصفحات، منوها للازدواجية التي برزت خلال تغطية الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف أوغلو ” هناك فقر في المعلومات التي تخدم القضية الفلسطينية في الإعلام عموماً، وهناك بعض المصطلحات الإسرائيلية تم إدخالها للإعلام العربي، وتم استخدامها رغم أنها غير مقبولة”، لافتاً إلى الفرق بين مصطلح المطالب الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، مشدداً على ضرورة تجاوز إشكالية حقوق النشر لتوسيع نطاق خدمة القضية الفلسطينية، وتعزيز تبادل المواد الإعلامية بين وسائل الإعلام العربي لخدمة القضية الفلسطينية.
فرق شبابية
من جانبه، أكد نقيب الصحفيين الكويتيين د. زهير العباد على موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، مشدداً على ضرورة دعم وإسناد القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الإعلامية العربية، مستذكراً وجود القضية الفلسطينية ضمن المناهج التعليمية في الدول العربية، مشيراً إلى قوة الإعلام وتأثيره في خدمة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى ضرورة تنظيم مسابقات حول إنتاج مواد وتقارير في وسائل الإعلام العربي حول القضية الفلسطينية، مطالباً بتشكيل فرق شبابية تطوعية لخدمة القضية الفلسطينية في مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلاً عن دور نقابة الصحفيين الفلسطينيين وعدم قيامها بواجباتها لإعلاء صوت الشعب الفلسطيني وحث المؤسسات الإعلامية العربية على تحمل مسؤولياتها في هذا المجال.
وأشار د. العباد إلى تفاعل نقابة الصحفيين الكويتيين مع القضية الفلسطينية ورفضها القاطع للتطبيع مع الاحتلال بمختلف صوره، مضيفاً أن النقابة أصدرت بيان لإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ومضى يقول:” عندما يتم التعاون بين الجميع يتم الانجاز وتحقيق الهدف، ويجب الاهتمام بنشر الرواية الفلسطينية على أوسع نطاق”.
انتصارات فلسطينية
وفي السياق ذاته، استعرض رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف جهودهم لتفعيل اهتمام الإعلام العربي بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى تعثر ترجمة القرارات العربية الخاصة بالدعم الإعلامي للقضية الفلسطينية على أرض الواقع، وقال: “وصل الحال لاستجداء الإعلام العربي لمساندة القضية الفلسطينية”، مشيراً إلى خطورة تسلل الرواية الصهيونية لوسائل الإعلام الفلسطينية والعربية.
وتابع قائلاً:” نجد حالة من التهافت لوسائل إعلام عربية رسمية تتبنى رواية الاحتلال وتغيب الرواية الفلسطينية، ورغم هذه المعوقات هناك بصيص أمل لإعادة الاعتبار الرواية الفلسطينية، لاسيما أن صورة “إسرائيل” لم تعد مثل الأمس وفق استطلاعات الرأي العام على المستوى الدولي”، منوهاً إلى تحقيق عدة انتصارات فلسطينية في مجال معركة الرواية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد معروف أن الراوية الفلسطينية أصبحت تنافس رواية الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في فضح الرواية الإسرائيلية، مشيداً بمواقف المؤسسات والنقابات الإعلامية التي لم تسجل على نفسها وسمة “التطبيع”، لاسيما نقابة الصحفيين الكويتيين.
مسؤولية مشتركة
من جانبه، أكد مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين أن تعزيز الرواية الفلسطينية في الإعلام العربي مسؤولية مشتركة بين الجهات الإعلامية الرسمية والوطنية الفلسطينية والمؤسسات والجهات الإعلامية العربية الرسمية وغيرها، مشيراً لضرورة استعانة وسائل الإعلام العربي بمراسلين فلسطينيين لتزويدهم بالرواية الفلسطينية الموثوقة، ومضى يقول: “خريجو الصحافة الأعلى في نسب البطالة في المجتمع الفلسطيني، واستعانة وسائل الإعلام العربي بصحفيين فلسطينيين يمثل دعم وإسناد لصمود المجتمع الفلسطيني ومحاربة للبطالة إلى جانب دعم وتعزيز الرواية الفلسطينية”.
وأشار إلى ضرورة وجود مساقات توعية بالقضية الفلسطينية ضمن برامج دراسة الإعلام في الجامعات العربية، معتبراَ ذلك تعزيزا لقدرة الإعلامي العربي على تناول القضية الفلسطينية “بعمق ووعي”، ومضى يقول:” منتدى الإعلاميين الفلسطينيين على أهبة الاستعداد للمساعدة وخدمة الإعلام العربي لتعزيز قدرته على تناول القضية الفلسطينية عبر تنفيذ برامج مشتركة”، مشدداً على ضرورة زيادة مساحة وأوقات تناول القضية الفلسطينية في وسائل الإعلام العربي.
وفي ختام الندوة، أوصى المتحدثون بضرورة تنمية مهارات الصحافيين ورفع وعيهم بالقضية الفلسطينية، ومعالجة إشكالية المصطلحات المستخدمة بصددها، وطالبوا بتطوير المحتوى الإعلامي الذي يتناول القضية الفلسطينية من حيث الشكل والمضمون، واستخدام وسائل الإبهار والتنوع في قوالب العرض، إضافة لتشجيع صناع المحتوى ومشاهير وسائل التواصل على إنتاج المواد الداعمة للقضية الفلسطينية لاستثمار قوة تأثيرهم، وبحث إمكانية تنظيم مؤتمر دولي لنصرة القضية الفلسطينية إعلامياً، مشددين على ضرورة ترجمة التوصيات على أرض الواقع.