واشنطن/ عربي 21:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية انتقدت فيها التقرير الإسرائيلي بشأن اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21″، إن إسرائيل تركت في تقريرها الذي أعلنت عنه الكثير من الأسئلة بدون أجوبة، فبعد أشهر من التحقيقات الاستقصائية للصحافة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان التي وجدت أن جنديا إسرائيليا ربما كان المسؤول عن إطلاق الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، في الربيع الماضي، توصل تحقيق إسرائيلي إلى نفس النتيجة، ولكنه استبعد تحقيقا جنائيا أو توجيه اتهامات لقواته. وهو ما يترك الكثير من الأسئلة بدون أجوبة.
ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم أدلة لدعم زعمه أن قتل أبو عاقلة كان حادثا أو كما قال مسؤول إسرائيلي بارز للصحافيين بأنه “خطأ في التعريف”.
وشددت على أن جيش الاحتلال يثير الشكوك بنتائجه من خلال التأكيد على أن الرصاصة كانت موجهة ضد مسلح فلسطيني “خلال تبادل إطلاق النار تم فيه إطلاق رصاص بطريقة عشوائية عرض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر”.
وفي الحقيقة تظهر التحقيقات التي قامت بها “نيويورك تايمز” والمنظمات المستقلة وبناء على لقطات فيديو وروايات شهود عيان أنه لم يكن هناك مسلحون فلسطينيون في المحيط الذي تعرضت فيه أبو عاقلة لرصاصة في الرقبة، ولم يحدث تبادل إطلاق النار في الدقائق التي سبقت مقتلها.
ودعت الصحيفة إلى تركيز الإنتباه على ندرة توفر تفاصيل التحقيق للرأي العام. فلم يتم مثلا نشر تسجيلات للتحقيقات مع الجنود الإسرائيليين، ولا أدلة عما شاهده الجنود أو سمعوه واعتقدوه عندما فتحوا النار على مجموعة من المدنيين بمن فيهم أبو عاقلة، والتي كانت ظاهرة للعيان من خلال سترتها الواقية والخوذة التي ترتديها على رأسها كبقية الصحفيين.
ولم يظهر جيش الاحتلال شريط فيديو من المسيّرات أو الكاميرات المركبة في العربات ليلقي الضوء على الحادث، رغم المطالب التي تقدمت بها صحيفة واشنطن بوست.
وترى الصحيفة أن النتيجة الإسرائيلية هي تراجع بمئة وثمانين درجة عن زعمها الأول وهو أن مسلحا فلسطينيا أطلق النار وقتل أبو عاقلة. وهي نفس النتيجة التي توصلت إليها قبل شهرين وزارة الخارجية الأمريكية، الحليف المهم للدولة اليهودية وخففت الضغط من أجل عدم توجيه اتهامات جنائية ضد جنود إسرائيليين.
ومع ذلك، ترى “واشنطن بوست” أن هناك حاجة لتحقيق مستقل، وعلى إسرائيل أن تدعو مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) للقيام به.
وعادة ما يقوم المراسلون الحربيون بالمخاطرة وهم يغطون الأحداث، ولكن ليس هذا مبررا للتجاهل عندما يقتل أحدهم في ظروف غير مبررة، كما حدث مع أبو عاقلة. وفقا للصحيفة.
وانتقدت الصحيفة سياسة الإفلات من العقاب التي ينتهجها جيش الاحتلال، ومن الملاحظ أن أيا من عناصر الشرطة الإسرائيلية لم يعاقبوا أثناء جنازة أبو عاقلة في القدس يوم 13 أيار/ مايو عندما ضربوا حملة نعشها لدرجة أفقدهم السيطرة عليه وكاد أن يسقط. وقالت إن الخلل والأسئلة التي لم يجب عليها في التحقيق بمقتل صحفية محترمة يستدعي تحقيقا مستقلا.