لعب الإعلام بشكل عام دورا رياديا خلال معركة جنين الأخيرة ومخيمها، وخاصة الإعلام الفلسطيني الحر، وما قام به هو واجب مفروض عليه؛ فكان عند مسئولياته في التغطية الاعلامية قبل العدوان، وخلال العدون وبعد العدوان. لكن العجيب هو الهجمة التي يشنها البعض ضد قناة الجزيرة القطرية، وهي التي بذلت جهدًا كبيرًا في تغطية العدوان، وتقدمت وسائل الإعلام غير الفلسطينية فكانت التغطية لا تقل مهنية عن الإعلام الفلسطيني صاحب القضية .
هذه الهجمة ليست نابعة من منطلق مهني، بل من طريقة التغطية التي تناقض نهج المعترضين، كون أن الجزيرة كانت تقف مع مقاومة الفلسطيني، وهذا سبب الهجوم!.
على مدار الساعة خلال العدوان الإسرائيلي على جنين كانت الجزيرة تقوم بدور كبير في التغطية، أظهرت فيها حجم المقاومة وتصديها للعدوان، وكانت الوسيلة التي أوصلت صوت فلسطين وصوت جنين والمقاومة التي أبدعت في مقاومتها بشكل مهني ومسؤول، وهذا هو مكمن النقمة والنقد على قناة الجزيرة في تغطيتها للأحداث، تغطية لم تكن عابرة، بل كانت تغطية مباشرة عبر مراسليها الذين أبلو بلاءً حسنًا قويًا، فأبدعوا، وهذا ما أغاظ تلك الأصوات التي لم تعجبها تلك التغطية المهنية والمسؤولة لما حدث والنتائج التي ترتبت عليها.
قناة الجزيرة أبدعت في فضح جرائم الاحتلال ليس فقط جرائم القتل بل الإرهاب التدميري الذي مارسه الاحتلال من تدمير للشوارع والبيوت والبنى التحتية للمخيم وأطراف المدينة .
ما تحدثت به ليس دفاعا عن الجزيرة، ولكنه دفاعا عن المهنية والموضوعية والواجب الذي قامت به قناة الجزيرة في التغطية والتي كان لها الأثر الكبير، فكانت وسيلة أكملت ما قامت به وسائل الإعلام الفلسطينية، فتغطية العدوان على جنين احتلت مجمل النشرات الإخبارية، إضافة الى التغطية المباشرة والمستمرة، أما السهام التي وجهت نحو الجزيزة وتغطيتها فهي لم تصل بعيدا، وسقطت بين يدي من أطلقها وبعضها رُد إليه.
شكرا للإعلام الحر، شكرا للمهنية، شكرا للواجب، شكرا لمن وقف مع المقاومة والمقاومين والبطولة التي أبداها أهل جنين وشعب فلسطين.